كل واحد منا عاش الرعب في حياته،ومهما طال الرعب في حياتك أياما أو شهورا أو حتى سنوات فهو يُختصر في ليلة واحدة ،ليلة الرعب الحقيقي،سلامٌ لِقلبك منها

كان الأمر مخيفا جدا أنا أقترب والأمر يزداد سوءً والوضعُ يصبحُ أكثر رعبا ...خطوةً، خطوة ، كان بِوِدي أنْ لاَ أتقدّم أكثر لكن لا يمكن اَهُناك شيءٌ يتحكمُ بِي ،أُرِيد أنْ أتوقف أرجوكم ....ااا... الوضع ساء أكثر، أنا لا أستطيع التنفس، الرعب سرى بجسدي حتى آخر خلية فيه، أين الهواء ؟، أين الهواء؟ صدرِي يرتفع و ينزل بسرعة وقلبي لا ينبض بل يرتجف أحس باختلال حركته .. ومازلت أتقدم خطوةً ،خطوة اااا أنا مبتلة كليا ، أتعرق بغزارة وجسدي كله يرتعش، حتى أسناني تكاد تنكسر وهي تضرب في بعضها البعض بِعُنف شديد .... ياااا إلهي ما هذا .. هناك بوابة كبيرة .. في آخر الطريق ... لا أريد لا أريد أرجوكِ يا قدماي توقفِي ، لا أريد أن أمضي أكثر ، أنظر فجأة إلى قدماي بتوسل ، فتتسع حدقتا عينان ويكاد قلبي يخرج من مكانه من الفزع، ما هذا؟ لا أكاد أرى سوى الدماء ، بل لما أنا حافية ؟ ولما لم أكن أحس بشيء خلال تلك الأمتار الطويلة من المشي .... .. ...زادت ظلمة المكان وزاد الهدوء إلا من انفاسي المضطربة و صوت طقطة أسناني العنيف ...... قدماي مازالتا تتقدمان خطوةً، خطوة بلا مبالاة وكأنهما فقدتا الاحساس ... جسدي لم يصبح ملكي فهو يسري بعيدا عن إرادتي من هذا الذي يتحكم بي و جعلني مسلوبة الارادة ... لماذا؟ أسئلة لا تزيد إلا الرعب بداخلي، أريد ان اتوقف ارجوك توقف لا تجعلني أتقدم أكثر ، أصرخ وأصررخ حتى انقطع صوتي من غصة سدت خروج حروفي وانهمرت دموعي بشكل هستيري ، زاد الضباب من حولي ضباب في جوف ظلام حالك .. و أتقدم.... لحظة واحدة .... إني أقترب من البوابة يااالهي لم يبقى سوى بضع خطوات أشعر بأنه سيغمى علي لكن لا... عقلي يأبى إلا أن يجعلني واعية لعيش الرعب الحقيقي.... اذا كان كابوسا فأنا أريد ان أستيقظ ،

خطوة ، لاااا ، خطوتان، ثلاث ، الدموع تجري كالسيول متوسلة،

أربع.. .. الذكريات تعود وكل الاحزان أعيشها مرة أخرى، ما مَرّ في سنين أعِيشه في ثانية ،كيف لثانية أن تتسع لتلك الآلام كلها،

خمس ... انها حسناتي تقترب أاأعلم ..أعلم أنها قليلة ولكن لو رجعت فقد خطوات للوراء سأعمل صالحا ....

ست .... اقابل سيئاتي .. أأأأن اا أريد أن أكفّر عنها سأصلي الصلاة في وقتها وأبر بوالدي ... وأعمل صالحا فقط لو أتوقف

سبع ...من هؤلاء ؟ لما لا تتكلمون ؟ كُفُّوا عن تطويقي بنظراتكم المشفقة ، ااا لااا ، لا يمكن ان تكونوا انتم ...دموعي من تتكلم الآن . كنت سأعتذر منكم وأطلب منكم العفو ، أنا أعتذر عن كل دمعة وعن جرح وعن كل حق مسلوب ، لا تذهبوا قولوا شيئا أرجوكم

ثمانية .... انجازاتي... أي انجازات أنا بدون انجازات تُذكر كل مرة أُعيد نفس الأخطاء والنهاية نفسها طريق مسدود ربما لو توقفت يمكنني مراجعة نفسي وأنْ لا أرتكب نفس أخطائي نعم يمكنني ..

.تسعة..ياااا الله ،الصّدَاقة، نعم ا تقترب مني ..ما أجمل ذلك النور الخارج منها... لامس وجهي الكئيب فأناره اا ماذا؟؟؟ لماذا تتشقق ، تجري بها الشقوق كزجاج سينكسر

لا لاااا لاتنسكري أنت أيضا ابقي لا لااااا ثواني قليلة وتناثرت كرمادٍ أسود

عشرة ، وقتي يفنى وعمري يفنى معه ، لم يبقى بي طاقة ، أنا أترجاك بالله الذي خلقك توقف، لا أريد أي يمضي الوقت كهذا ويمضي عمري معه ... نوبة بكاء عنيفة يُسْمع صداها بعيدا ، ثم صوت عميق يأتي من الباب ليصدر صريرا يصم الأذن عند انفتاحه، وانا منحنية على ركبتي بعد أن توقفت أخيرا أمامه، وسقطت بجسدي الذي استسلم من أثر ما حلّ به ....


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

🤍🤍

إقرأ المزيد من تدوينات هِدايَة | Hedaya

تدوينات ذات صلة