خواطر حبيبه معذبه تاهت عن نفسها ووجدتها أخيرًا بعد فراق طويل

علمتني

في غضبك كيف ادافع عن نفسي لاحميها منك ، و علمتني عندما تصرخ في وجهي كيف احافظ على هدوء قلبي فلا افزع ، و علمتني في سعادتك ان لا يصيبني الغرور فأتعود على هدوءك ، و علمتني كيف احاور و اناقش في حدود احترامي عندما تنتهكها ، و علمتني فن الكذب و المراوغه حتى اتخلص من عتابك ، و علمتني أني وحيده فأصبحت أقوى لان ليس لي غيري لينقذنا منك ، و علمتني الاستمتاع في وحدتي وخصوصا عندما تدخل من ذلك الباب محمل بالاعباء و الهموم ، و علمتني البكاء عندما احزن لا عندما افرح ، و علمتني معنى الهجر و الحرمان لذى تعودت عليهما ، و علمتني أن أخاف الطريق حتى لا أبتعد فقررت المغامره و الرحيل ، و علمتني كم أنا ضعيفه أمامك لذى قررت أن أتخلى عن نقطة ضعفي ، و علمتني أن اعتاد الالم حتى أصبح لا يعنيني و ما عاد يؤثر بي ، علمتني كيف افقد نفسي عندما أطيعك فحترمتها و عصيت أمرك ، علمتني أن وجودي ليس له معنى بدونك فتمردت على الواقع و انسلخت عنك ، و علمتني الصمت في حضورك فأصبحت غامضه لدرجه تخيفك مني ، و تعلمت منك القسوه كلما عنفتني فأصبحت صلبة كالصخور ، و تعلمت الحكمه حتى أتجنب نيران سخطك ، و تعلمت القتال كلما مددت الي يدك بالضرب فأصبحت مقاتله شرسه ، و لم تستطع قتل نفسي عندما انهلت علي بالشتائم و اقبح الكلمات ، تعلمت كيف أقدر السعاده البسيطه لانها كل ما أملك ، و كلما زاد جحودك في عطائي كلما تعلمت أن امتنع عن وهبك الحب و العنايه و الرعايه ، إنتظاري لشروق الشمس حتى ترحل علمني الامل ، و صوت وقع اقدامك عندما تدخل البيت لم يعد يرهبني ، لم تستطع تشويه معنى الحب في قلبي برغم من كل ما تفعل فأنا اصبحت أعرف جيداً من أنا و كيف يكون الحب و من يستحقه و أني جديره به ، في كل نظرتٍ جاحده تنظرها لي عيونك تعلمت فن التغاضي ، و عرفت أن الواقع ليس ما نعيشه و فنحن نستطيع خلق واقع جميل في عقولنا و نلوذ اليه متى أردنا ، رفضك لحقيقتي لم يجعلني أكره نفسي بل زاد حبي لها ، وعفوك عن الهفوات لم يعد غايه أطمح لها ، و مقارنتي بغيري لتحقير ذاتي جعلتني أكتشف مزايا نفسي الرائعه ، رياح شوقك التي تهب فجأه أصبحت كالاعصار ليست بشرى خير ، و تبلد ملامحك أمام تغيري مظهري لن تعنيني بعد الان ، الصراع الدائم بيننا علمني المفاوضه لأنجو بحياتي ، عد الدقائق في حبسي هذا علمني التأمل ، و مصيري المحتوم معك علمني أن لا أهاب الموت بل أرحب به بذراعين مفتوحتين ، ضميري لم يعد يؤنبني على إختياري لك بل تصالح معي و إحتضنني برحمة كما تحتضن الام رضيعها فأنام مرتاحة البال بجانبك و أنت تتقلب و كأنك تتعذب في جهنم ، في النهايه أنت لن و لم تسعد يوماً و أنا تعلمت منك الكثير لأقدر السعاده التي بداخلي ، إرحل في عالمك المظلم بعيداً عن شواطئي المنيره ، و تضاءل أمام عظمتي عندما أرحل عنك ، إنظر لما صنعت بيديك جيداً فأنت معلمٌ قدير ، و تلميذك اليوم سيتخرج من جحيم عيشك لجنةٌ تبدء على أعتاب باب بيت . شكراً يا معلمي .

Fayrouzthoughts

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Fayrouzthoughts

تدوينات ذات صلة