الإستمرارية سر نجاحك و سعادتك

منذ ثلاثون وعشرون عاما عاش أباؤنا وأجدادنا حياة مختلفة.

فكان لديهم وظائف ثابتة وكانوا فى بعض الأحيان يعملون في وظيفتين لزيادة دخلهم وكانوا يعملون بثبات ونجاح وكانوا يستطيعون الإحتفاظ بوظائفهم لمدة طويلة لأنهم يؤدونها جيدا وفكانوا لا يستعجلون النتائج ولا يبحثوا عن الراتب الكبير من أول مرة . فكان عندهم الصبر على العمل لمدة طويلة بمرتب صغير مقابل التطوير من نفسهم وتطوير دخلهم تدريجيا فكانت حياتهم الاسرية مستقرة فكانوا لا ينفصلون عن الشريك بسهولة كما يحدث الأن وكانوا دائما عندهم الوقت الكافي للاسرة و وقت للأجازات ويعرفون كيف يستمتعون بحياتهم ويدخرون أموالا للمستقبل فكان عندهم إستقرار أسري وإستقرار مادي وكان لديهم أصدقاء حقيقيين ولديهم الوقت الكافي لمقابلتهم بإستمرار فهم تربوا على المسئولية وتعلموا الاستمرار والاستقرار والثبات في حياتهم .

عكس الأن كثير من الناس يغيرون وظائفهم كل بضع سنوات وليس كما فعل أجدادنا في الماضي والعلاقات أصبحت لا تستمر وأصبحت علاقات سطحية و أنتهى زمن الصديق الحقيقي المخلص وأصبحت العلاقات الزوجية تنتهي بالانفصال فى اسرع وقت والعلاقات الاسرية أصبحت ضعيفة . وأصبح لا يوجد وقت كافي للأجازات والحياه المادية أصبحت غير مستقرة لأن الحياة العملية غير مستقرة. فأصبحت الحياة كئيبة وصعبة ولا يوجد وقت للإستمتاع بأي شئ. فكثير من الناس أصبحوا يعيشون فى خوف دائم وقلق من المستقبل لانه لا يوجد إستقرار أو إستمرار فى أي شيء.

السعاده تساوي الإستقرار والإستقرار يعني الإستمرار فى العمل والأهداف. كثير من الناس لا يعرفون ما هو هدفهم في الحياة وماذا يريدوا أن يحققوا لأنهم لم يتخذوا قرار ما هو الأكثر اهمية في حياتهم .

تم دفن كثير من الأفكار والمبادرات العظيمة فى الارض إلى الآن بسبب عدم الاستمرار أصحابها.

الحياه مليئة بالإنتصارات والهزائم والتقلبات الغير متوقعة. فيوم ستشعر بأنك فى قمة النجاح وأنك أسعد إنسان على وجه الأرض وفى يوم أخر ستشعر بالفشل الكبير وإنك في القاع وإنك أتعس إنسان في العالم.

كثير من الناس لديهم القدرة والإمكانيات على تحقيق الكثير من الأهداف والنجاحات لكنهم لا ينجحون أبدا بسبب عدم إستمرارهم وإستسلامهم فى أسرع وقت . التحدى الحقيقي في الحياة ليس فى قدرتك على القيام بشئ معين بل التحدي الحقيقي هو الإستمرار على القيام به فى الأوقات الصعبة . فى بعض الأوقات يري بعض الناس أن حياتهم العاطفية مستقره فيبدأوا بعدم الاهتمام بالشريك فيتفاجأوا أنهم فقدوا الشريك و يشعرون فى بعض الأوقات بأن دخلهم ثابت والوظيفة مستقرة فيبدأوا بالاسترخاء في العمل ليتفاجأوا بأنهم خسروا عملهم.

لأن كثير من الناس عندما يبدأوا العمل فى وظيفة جديدة يبدأوا عملهم بحماس كبيرومع مرور الوقت يقل حماسهم بالتدريج مع ظهور بعض المشاكل والصعوبات فتقل كفائتهم و حماسهم فى العمل ويتركوا عملهم و يبحثوا عن عمل جديد .التحدي الحقيقي فى الحياة لكي تعيش حياة سعيدة وتحقق أهدافك أن تستمر بنفس الكفاءة ولا تجعل شئ يوقفك عن تحقيق هدفك بغض النظر ماذا يحدث حولك وماذا تشعر به من فشل واحباطات وصعوبة الطريق .

تعلمت من أجدادي أن الإستمرار والصبر على النتائج هو سر النجاح والسعادة لأنهم نجحوا فى حياتهم الأسرسة و العملية لأنهم استمروا في عملهم لوقت طويل بلا توقف و حافظوا على حياتهم الأسرية لفترة طويلة جدا فتعلمت منهم أن أستمر في كل شي أفعله وأخصص وقت له حتى لو شعرت بمشاعر سلبية وتعلمت منهم الصبر على المحاولات الفاشلة والإستمرار في نفس الهدف لسنين طويلة وعدم إستعجال النتائج وكان هذا هو سبب النجاح الذي وصلت إليه الآن بفضل ربنا سبحانه وتعالى.

يمكن أن تكون تسال نفسك اسئلة كثيرة.

لماذا أفشل في الإستمرار؟

لأنك تركز علي النتائج وتريدها ان تحدث في أسرع وقت وتجعل مشاعرك تتحكم فى قراراتك بدلا من التركيز علي الخطوات العملية كي تتغلب علي الصعوبات والعراقيل التى تواجهها فلو ركزت على النتيجة فقط ستكون ضدك لأن النجاح والوصول إلى النتيجة التى تريدها لن تحدث بدون العمل المستمر لفترات طويلة.

هل هذا هو هدفك الحقيقي ؟

هل انت مستعد لمواجهة التحديات التي ستقابلها في الطريق؟

هل انت مستعد لتطوير نفسك لمواجهة التحديات والصعوبات ؟

هل انت علي استعداد أن تخصص الوقت الكافى لهذا الهدف حتى لو ستقدم بعض التضحيات في أشياء أخرى؟

هل انت تريد هذا الهدف فعلا أم هو إختيار مؤقت لهذه اللحظة؟ وماهو السبب الحقيقى الذى تفعل ذلك من أجله؟

كيف أستمر؟

إلتزم بالهدف و إلتزم بالعمل حتى تحقق هدفك بغض النظر عن شعورك الذى تشعر به حتي لو حققت أهداف صغيرة وليست الأهداف الكبيرة التي تتمناها المهم هو الإستمرار وعدم الإستسلام .

كن حاضرا ولاتفكر في أفكار سلبية عن ماذا سيحدث مستقبلا اذا فشلت او فقدت العمل ولم أحقق الأهداف المطلوبة منى وماذا سأفعل ؟

أفعل فقط مايمكنك القيام به الآن ولاتفكر فى ماذا سيحدث غدا.

يجب أن تعرف انك لن تكون فى حالة حماس دائم طوال الوقت فهذا مستحيل ففي بعض الوقت ستجد نفسك بلاحماس وستبدأ المعاناة. اعرف أن الطريق لأهدافك وللنجاح لن يكون مستقيما. توقع أنك ستواجه نتائج عكس توقعاتك وعليك الإستمرار حتى تحقق هدفك إذا كنت تريد النجاح

لو لم تستطع الإستمرار و أخطأت إصلح أخطائك وإرجع للإستمرار مرة أخرى ولا تترك هدفك . لا تعقد الأمور وإجعلها بسيطة وسهلة لأنك لو جعلت الأمور صعبة ومعقدة فلن تستطيع الإستمرار ولن تجد حولك الكثير من الناس لأن مفتاح الإستمرارية هو البساطة والسهولة . استمتع بكل خطوات التقدم التى حققتها حتى لو بسيطة .الإستمرار هو السر الحقيقي للنجاح والسعادة فى جميع مجالات الحياة. اعرف أن فى طريقك ستتعثر الشئ الوحيد الخطير هو أن تستسلم وتتوقف عن الإستمرار فى تحقيق هدفك قبل الحصول على النتائج التى تتمناها .

اضغط على نفسك وإستمر ولا تترك هدفك حتى تصل إلى أهدافك