قد زاحم التعليم "الشعور" ..فأصبح أيضا عن بعد! ولكن هل سيكون بذات الكفاءة في هذا الموضع.

منذ زمن ليس ببعيد كنا نشارك المشاعر "وجاهيا" ولكن هل تأثير مشاركتها عن بعد قد يجعلها هشيما تذروه الرياح؟


المشاعر ومشاركتها أمر رائع! فكما ينتقل الفيروس بين الناس كذلك الشعور. في أفراحنا يتحرك قلبنا كفم سمكة أخرجت من الماء عندما نرى ضحكات من حولنا من الأقارب والأصدقاء، وتأخذ همتنا ارتفاعا شامخا يتعدى أعالي الجبال.


كذلك الأمر في أحزاننا، عندما تأتي يد دافئة بصدق شعورها تمسح دمعة ..أو تطبطب على كتف، فتصهر بذلك براكين من المشاعر قد تفرجت في داخلنا!


ولكن السؤال الأهم هل ستصل هذه المشاعر بذات الكفاءة عندما تكون عن بعد؟


تمر الأيام كما السحب في صفحة السماء، ويشهد العالم وباء جديدا قد غير الكثير من العادات الاجتماعية، وبناء على ذلك تغيير في طرق التعبير عن المشاعر ومشاركتها مع الآخرين، من باب المسؤولية الاجتماعية والحرص على الصحة العامة للجميع.


استقبال الناس للمشاعر يختلف من شخص لآخر فهناك من يجد ضالة شعوره بكلمة ومنهم من يجدها في حضن صادق ..لكن هناك بعض المواقف قد تحتاج إلى القرب الجسدي من صاحبها لكي تصله ذبذبات شعور معين أو لينقل شعورا من داخله، وأبرزها دور العزاء.. حيث رغبة التعبير عما يجول في الخاطر والحاجة للتخفيف والمساعدة "نفسيا" أكثر من أي مكان آخر.


والآن نشهد عائلات تفقد عزيزا وقد لا يتسنى لها أن تطبع قبلة الوداع على جبينه! وتتلقى أغلب مشاعر العزاء "عن بعد" فمنهم من قضى شعوره ومنهم من ينتظر.


لكن بالطبع لن يكون هذا الشيء إيجابيا لدرجة كبيرة وقد يخلق العديد من الأزمات النفسية على أصحابها، لأن بعض الناس كما أسلفت سابقا تحتاج إلى "الشعور الفيزيائي".. فرجاء كونوا لهم خير معين ولو "عن بعد" حتى يصبح القرب خيارا محمودا.











ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عمر عبدالحكيم نصري الزريقي

تدوينات ذات صلة