لكل أب وكل أم وكل مربي رفقاًبصغاركم رفقاً بأماناتكم



تلك الرواية الرائعة البسيطة تنساب في القلب بعذوبة و نعومة دون أن تشعر أو تستوعب كيف تسيطر على مشاعرك؛ فتبكيك وتضحكك وتربت على قلبك كلٌ في آنٍ واحد!


رواية قصيرة بأحداث قليلة و لكنها رسالة عظيمة تتسلل الي خبايا الروح و تسكن القلب بنعومة و بساطة.


روايةٌ عن طفلٍ برئ و لكنها ليست للأطفال! بل هي لكل مربي و كل أب و كل أم و كل جد و كل معلم و كل من تسوق له الحياة طفلاً في طريقة فتكون له الفرصة ان يحنو عليه و يترفق به.


" زيزا "ذلك البرئ الذي مازال في الخامسة من عمره، ولكنه يفهم العالم مبكراً في عدة شهور وحسب؛


فينمو فجأة ويشيب قلبة وتنكسر روحه ويُصبحُ في الخمسين دفعةً واحدة دون أن يشعر به أحد؛ أو يستطيع حتى أن يحكي لأحد.


تنقلنا الرواية بسلاسة بين الخيالات العفوية البريئة للأطفال و التي قد نستثقلها و نستهين بها و لا نفهمها في بعض الاحيان،


و بين النضج و اكتشاف حقيقة قبح العالم عندما تفقد تلك الخيالات البريئة كل معنى جميل.


تحفر الرواية رسالة واضحة في الروح لكل مربي أن :


الطاعةَ التي تأتي بعد الضرب ليست انصياعاً و لا تأدباَ


فلا تفتخر بصنيعك إن انكَمش صغيرك كلما مررت أمامه أو إن توقف عن الخطأ في وجودك"


فهو في حقيقة الأمر لم "يتأدب" و لم يفهم خطأه؛


إنما في حقيقة الأمر "قتلك" بداخله، قتلك في روحه و قلبه! أصبحتَ في حياته شبحاً مخيفاً و حسب!


يفعل الأخطاء ذاتها في غيابك و لكنه يتفنن فقط في إخفائها؛


هو ببساطة لا يهابك انما يخشى الألم و حسب؛


و ربما أصلاً لم يعرف خطأه و لم يعرف سبب العقاب؛ فصرت في حياته جلاداً و حسب..


"أنت و السوط واحد.!"


تلك الشقاوة التي نعدها غير مبررة و نستنكر مدى الفوضى التي يحدثنوها

ما هي إلا نوعٌ من رد الإعتبار و محاولة جذب الإنتباه


"أن انظروا لي انا هنا.. قادرٌ على الإنتقام منكم كما قهرتوني"


تلك الرواية تبكيك ألماً و قهراً دون أن تشعر او تدري لمَ تبكي اصلاً! هل تبكي "زيزا" وحسب


أم تبكي طفولتك أم تبكي أطفال العالم الذين يتعرضون للقهر في صمت


فتنكسر أرواحهم بلا صوت و دون أن يعرف أو ينتبه لهم أحد!


تتركك ناقماً شاعراً رغماً عنك بالعجز؛ تتمنى لو تصرخ دفاعاً عن ذلك الصغير الذي افتقر الحب


فافتعل كل أنواع المشاكل لاستجداء الإهتمام وجذب الإنتباه و حسب،


فلم ينتبه له أحد إلا بعد فوات الأوان و انطفاء بريق شغف الطفل داخله.


تُؤكد لك أن العدو قد يستحيل لصديقٍ في أي ثانية؛ بل و قد يصبح جيشك الوحيد في يومٍ من الأيام


فليس في الحياة مسلمات و لا ثوابت؛ و لن تتوقف عن ابهارك طوال الوقت.!


انصحكم بقراءتها..


و بالترفق بصغاركم و بصغار الغير و نشر الحب في تلك القلوب الصغيرة قبل فوت الأوان.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات "nerminotopia"لـ نرمين محمود

تدوينات ذات صلة