رسالةٌ تتراقص على جفنيّ وجفنيّكِ لن أبدأها بالسؤال عن حالكِ فحالُكِ لم يعد يعنيني بعد ذاك، ليس كرهًا معاذُ الله، لكن قُربكِ مُهلك وحارقٌ.

أسأل نفسي يا تُرى هل كنت أعلم هذا قبل أن يحدثَ ذاك؟ هل تغاضيت؟ أم أنه حان الوقت لأن اعترفَ بأنني كنت فاشلة؟ فاقترابي مِنك حرَقَ كلَّ ما لم يكُن في حالِ أنه كان.

لقد انتهى ما كان بعد أن حرق ما كان، لقد أنهينا كلّ ما حدث بأقل الطرق قسوة، لكن هلّ من أحد يهتم بما قبل النهاية من تجريح ونقاشات ثلجية مشتعلة؟ وكأن كلّ واحد منا كان حريصا على دفع الآخر للمغادرة لكنه يريده أن يبقى.

سأنام هذه الليلة؛ ليس كَكُل ليالي الخسارة الباردة التي يتكور فيها المرء على نفسه خَجِلٌ منها ومِمّا خَسِر، لكن ليس هذه المرّة، ليست هذه الليلة بالذات، فهذه الليلة سأنام بلا دموع تُسكب رغم أنها لم تنفذ مني بعد، هذه الليلة سأنام براحة مُطلقة لأنني خسرت، ولأول مرّة سأحتفل بخسارتي تحت ظلّ فوزي, فليس كُل الخسارات تستحقّ أن تُوضع تحت مِظلّة الخسارة؛ فبعضها يُغدُّ فوزا يُهنيء المرء نَفسَهُ عليه، يُكافئ نفسه بنوم عميق مُريح بلا دموع أو تفكير، فقط نوم عميق بعد هذه الخسارة التي ينتصر المرء فيها.

أعترف لكِ بأن لديك قدرة جبّارة في تحملي وتحمل مزاجيَّ الحادّ، لكن تلك القدرة تلاشت مع تلاشي الزمن الجديد، تلاشت من قبل أن نتلاشى نحنُ في مدارات حياتنا. رغم قدرتك الهائلة ذات السقف المحدود على التحمل إلا أن الحلقة الأقوى والتي لم تُوّجد لتُفقد هي التفهّم وعدم السعي نحو سماع المبررات؛ نحن أو على الأقل أنا، لست بحاجة ماسّة لمن يحتَمِل، بل بحاجة غيرَ ماسّة لمن يفهم، لم تسطيعي فهمي وهذا أمر متوقع، فشخص مزاجيُّ حادّ الطباع يتحسَّسُ من أدق الأمور قد لا يفهم نفسه أصلا.

لم يغزُ الكره ما بيننا، لكن من المؤكد أن الحبّ قد تلاشى، رغما عن ذلك فأنا لم اسطتع أن أجزم ما إن كنت قد تجاهلت ما عشانه أم أنني لن أنساه مُطلقا، لكنني أجزم لك بأن كلانا خسر في نطاق لا يُحدد من فيه خاسر ومن فيه فائز، لكننا فعلنا هذه المرّة.

حتى وإن لم تصلها رسالتُكِ، تأكدي بأنها وصلت إلينا جميعا؛ كلنّا كنّا في يومٍ من الأيام من أُرسلت له هذه الرسالة, وإن لم نكن كلّنا، فأنا كنت على الأقل.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

اختي المبدعة🥀🥀🥀

إقرأ المزيد من تدوينات نوال المسلماني

تدوينات ذات صلة