رَغم أنني أحاول بكلّ ما لدّي من مخزون قّوة أن أتجاوز الأمور إلا أنني أفشل ويتوقّف سَيْرِيَ الزمنيّ عندها، لسبب أجهله وربّما أعلمه لكنني أتجاهله.

ما هوَ أسوأ شعور قدّ يمرّ به المرء؟ جميعنا نعتقد أن ما نمرّ به هو الأسوأ بلا شكّ، إلى أن نلتقى بمن همّ أسوأ حالًا، يُصيبنا تعاطف أو شفقة لحظيّة، ثم نعود كما عهدنا أنفسنا، نعتقد بأن الكوّن بكلّ قواه متآمر علينا.

أمّا عن حالي فأنا سئمت اعتلاء خشبات المسرح، رغم أن الثواني القليلة تلك ما بين الصعود هي الأسوأ على الإطلاق، تحضّر فيها ما تبقى من نفسك لتظهر أمام الناس كما وَجب، من يحدد ما يَجب وما لا؟

رغم أنّي في كلّ المرات التي اعتلي فيها المسرح أقسم بأنني لن أعود مجددا، بل وسأحرقه، إلا أنني لم أفعل، بل وأعود في اليوم التالي مبتسمة بقلب متجهّم، أوهم الناسَ بأنني شخصٌ ورديٌّ يُشِعُّ طاقة وسعادة، أُقبلُ وجه العالم بابتسامة منتهية الصلاحية، ولإن كلَّ ما حولي مزيّفٌ، لم يستطع أحدهم أن يدرك أنها تالفة لكنها ساخرة من ذلك الكلّ، لست متأكدة حول ما يشعر به الناس من حولي، فأنا أحد ضحايا هذا المسرح دون أن يعلم أحد، فكيف لا يكون أحدهم ضحيّةً أيضًا؟ من يعلم؟ لا أحد يعلم؛ لذلك لا أحد سيحرق المسرح وسنموت جميعًا، وفي أحسن الأحوال سيتوجه أحدهم لحرق المسرح، لكنه سيحرق نفسه بدلًا منه، ونكون جميعا قد مُتنا حَرقا وتزييفا وهذا أمر أقل اعتيادة.

أنا في الحقيقة شخص لم يُطفأ يومًا، لكنّه لمْ يُنِر، لا أعتقد أن هذا الوصف كافِ، لكنه حقيقيّ. لنقل أنني أُلقيتُ إلى مُحيط ضَيّقِ كَخُرمِ إبرة، لن أغرق فيه لكن لن أنجو، سأبقى عالقة إلى أن يدخُلَ الخيّطَ ويلتفَ حولي، سيكون موتي على الأقلّ مميزًا، سأموت شنقًا أو خنقًا لا غرقًا في عُمق أضيقِ مُحيطٍ لم يُوّجد على الإطلاق إلّا أنني أراه، ولا أرى سواه.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مبدعة 3>

إقرأ المزيد من تدوينات نوال المسلماني

تدوينات ذات صلة