ففي كل الأحوال لم تكسب شيئًا بل خسرت كل شيء بما في ذلك نفسها.

فقدانها المتكرر للأشياء جعلها تتوقع زوال أي شيء في أي وقت ولكن الغريب هذه المرة هي ثباتها القوي وقدرتها على التحمل التي جعلتها تندهش بنفسها إلى درجة الخيال، فلم يعد لديها شيء قيم تخاف عليه أو تخشى فقدانه سوى عائلتها والبعض منهم أيضًا ليس جميعهم.


فالقسوة التي تتواجد الآن في قلبها لم تكن تعرف إنها موجودة في الأساس بداخلها ولم تتخيل إنها ستطلقها وتصبح أسلوبها الجديد في الحياة، فالطيبة لم تجلب لها سوى قهره القلب ودموع العيون وتعب الجسد.


وما تتعجب له هو إنها لم تكن تتخيل في يوم من الأيام أن قسوتها تظهر على من حولها، ولكن الظروف والدنيا أصرت على إظهار أسوء ما فيها وجعلتها الشخصية التي كانت دومًا ما تخشى في رؤيتها ومواجهتها في المرآة.


نجحت في أن تودع أحزانها وضعفها وطيبة قلبها ومخاوفها، وتحولت كل هذه المشاعر إلى النقيض تمامًا لدرجة إنها خسرت كل من حولها، ولكن بداخلها كانت تشعر بالسعادة المؤقتة، وودعت روحها القديمة، ومع ذلك، لم تجد الراحة التي كانت تسعى للحصول عليها منذ سنوات.


ففي كل الأحوال لم تكسب شيئًا بل خسرت كل شيء بما في ذلك نفسها.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الشيماء صلاح

تدوينات ذات صلة