كيف حال العالم هنا في الخارج؟ كيف تقضون أوقاتكم؟ لأ أعلم، ولا أريد أن أعلم، أسألتي ما هي إلا مضيعة للوقت، ولِمَ لا أضيعه وأنا لا أملكه؟
أقضي أيامًا سيئة، ليست الأسوأ إلى هذه اللحظة، لكنها ليست جيّدة، السبب في ذلك أنا وأنتم وهم ونحن؛ كلّنا السبب في ذلك. تُرى كيف يستجمع المرء قواه ليُقدِمَ على إنهاء كلّ هذا؟ لا أقصد هنا أن ينهيه بحلّه، بل بفصل رأسه عن روحه، كيف يفعل المرء ذلك؟ لا أعلم، كيف لي أن أعلم وأنا لم يسبق لي أن قمت بذلك؟ حتى وإن قمت، فهل سأتمتع بلذّة ما قبل القيام -في حال أنه جائز بتلقيبها باللذّة-؟ أم أنني سأكون منشغلةٌ بالتفكير بما بعده؟
في كلّ المرات السابقة التي أعلنت فيها انهزامي، كنت أنتصر بشكل خفيّ؛ ممتنّة لخروجي حيّة، أو ما يشابه الأحياء، حتّى في تلك المرات التي كُنت أقدم خدّي الأيمن ليتلقى الصفعات واحدة تلوَ الأخرى وقد اكتسى وجهي بابتسامة بلهاء تزداد تقّوسا كلّ ما احتضنت خلاياه الصفعات، في الحقيقة، كنت أنا من يصفعني، كنت أنا من يهزمني، حتى أنني قد أكون أنا من يقتلني.
فأنا لستُ شخصًا جيّدا بما فيه الكفاية، لكنني في المقابل أعلم بأنني لست شخصًا سيئا، أنا رفيق لا بأس به لأصدقائي، لكنني لست بشخصٍ جيّد مع الغرباء، ليس ذلك رغبة منّي، ولكن خوفا من أن يكونوا عكس ما عليه أصدقائي، أخاف أن أتعرضَّ للأذى وللاستغلال والقهر، لقد سبق وتعرضت له لكن من يدري، لربما كنت أنا من يخذل نفسَه ويستغلّها.
أكثر ما يؤذي المرء عادة هو الصفعة الثانية، حتما إنها الأشد إيلاما، فتكرار الخطأ نفسه أكثر قسوة عليّ من الخطأ الأول؛ خطئي الأول مُبرر دائما، فنحن نرمي أخطائنا على الجهل وعثرات التعلم والتجارب والحماقات التي يُقال أننا نندفع لها على عجل، لكن ما المبرر في الخطأ الثاني؟ لا شيء، فقط خطأ يسقط منّا دون أن تتلقاه الأرض أو تبتلعه السماء.
بما أن عِلَلِيَّ النفسية توهمني دائما بأنني مُصابٌ باكتئاب حادٍ، لكنني أعلم أنني لست كذلك، ولم ينل الاكتئاب نصيبه منّي، لكنني أتظاهر بذلك؛ كي أتجنب ما يقوم به المرء وهو يدّعي كونه في كامل صحّته النفسية؛ وبسبب أوهامي الدائمة حوله، يدفعني ذلك لأكون أكون شخصا يُفكر بالانتحار كوسيلة، ههههه أنا أقرأ رسالتي الآن وأعلم أنني لا أملك من اليأس والقسوة ما يدفعني للقيام بذلك، لا أملك الجرأة لفعلها ولا حتّى الحدّ الأدنى منها، لكنني في المقابل قد امتلكت جرأة لا بأس بها لمواجهة حياتي العصيبة التي ترمي بي وكأنني خطؤها الثاني، لا سماء لتبتلعني، ولا أرض لتتلقاني.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات