حال الأسرى الفلسطينيون ومعاناتهم داخل سجون الاحتلال
غرفةٌ متراً بمتر، أربعة جُدرانٍ ، قضبان مليئةٌ بالصدأ، ظلامٌ حالكٌ كُل ما تراه مُقلتا الأسير. شعبٌ ذاق مُرَّ أفعال الإحتلال، اعتقالٌ وتعذيبٌ دائم لأهلنا في السجون، تحقيقٌ يُعَذِّبُ النفس نفسيّاً أكثر من كونه ماديّاً وبالضرب المُبرح. لا أحد سيشعر بقساوة ما يعيشونه سوى من عاش الظلم والعذاب ذاته.
يُخيّل لنا ما يمروا به يوميّاً، نتألم، نتفكّر ونقول ما الذي يدور داخل رأس الأسير؟ أفكارٌ تضم عائلته؟ زوجته وأولاده؟ أصدقاءهُ وما سواه.. الأمر ليس سهلاً كما نعتقد!
أفكارنا البسيطة تُتوّجُ عاليّاً في حياةٍ عنوانها الحرية، لقائمة الأحلام المُراد تحقيقها، التي ننتظر وقتها المُناسب لتحقيقها، لكن بالنسبة لحياة الأسير، فربما أفكاره ومبادئه مٌقيّدة داخل جدران الأسر.
بالنسبةِ لإنسان يعيش برفاه، يصعب عليه إدراك ما يمر به الأسرى إدراكاً تاماً، لن يستطيع مهما كانت قدرته على التخيل أن يلامس شعور أسير بقيَ داخل الأسر لأشهر أو لسنوات عدة، إلا أسيراً ذاق المُر ذاته.
فالحرمان من التواصل اللفظي أو الجسدي مع الأهل إحدى النِعم التي يُحرَم منها الأسرى داخل السجون، بطريقةٍ أُخرى يُمنع منعاً باتاً للأسير الاحتكاك ولو بطريقة بدائية مع كل من هو خارج السجون، وكُل من ينتعم بنعمة الحياة.
الحرمان من العلاج والمتابعة الطبية نعمةٌ أُخرى يفتقدها الأسرى، يُحاول الاحتلال على قدر المُستطاع إبقائهم على قيد الحياة، وأجسادهم تصرخ بالموت والألم.
وما نراه من أفواج الدارسين والمثقفين من داخل صفوف الأسرى الذين يحكم الاحتلال عليهم بالمؤبد لمئات السنين، ويُخضعون لأقسى الظروف الإنسانية، تأكيداً على الصمود والثبات والإيمان بحتمية النصر، وأن تمسكُنا بمبادئنا وحقّنا في هذه الأرض وعلى هذه الأرض، هو السبيل الوحيد لاستمرار مسيرة شعبنا.
تحليل مقال باسم الأسرى الفلسطينيون صمود وإيمان بحتميّة النصر.
لأُسامة الأشقر
جريدة الدستور
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
فكَّ الله بالعزِّ أسرهم