حينما زينت سمائها بالمصابيح التي أنارت قلوبنا قبل سماء فلسطين
ما بين العالم الذي يودع مدفع الإفطار مستقبلاً هلال العيد
كان هناك في البقعة المباركة من الأرض أجواء أخرى أكثر حماسية وإثارة، أجواء لا تستطيع أن تميز فيها أي الأصوات المتتالية هي صوت مدفع الإفطار
لم يكن استطلاع العيد في قلب طارق هو ذاك الهلال الذي خبأته صواريخ المقاومة
بل كان في رد فعل ابنه سفيان وهو يهرول اليه مسرعاً ويقول مندهشاً من وقع ما رأي في السماء يا أبي
"ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين
"
كيف خطر في بال هالأزعر مثل هذا التعبير!
أدرك أبا سفيان حينها أن الأرض المقدسة على موعد مع جيل لديه من الهمة ما يناطح به تلك المصابيح التي تشفي صدور المرابطين من حيفا إلى غزة وتملأ قلوب القتلة رعباً فوق رعبهم.
دوماً ما تدفعنا تلك الأحداث لتساؤلات عدة،
كيف لطفلٍ لم يعتاد على نطق اسم ابيه بعد؛ أن يكون بهذا الشموخ وعلى جبينة تلك الإبتسامة وهو غارقاً في دمائه، بل كيف لهذا الطفل الساذج أن ينظر هكذا بعينين يملؤها الشموخ والشجاعة لمن أغتصب أرضه، من أين له أن يدري بكينونة هذا المحتل المختل بعد! .
وكيف لتلك المرأة أن تقاتل بمثل هذة شجاعة أمام ذكرٍ جبان يهرول خائفاً منها؛ كيف هذا وقد قالوا أنها مخلوق ضعيف.
وكيف لهؤلاء الرجال يحاربون عدوهم بالحجارة وهو يحاربهم بأحدث البنادق؛ بل لماذا يهرول حاملي البنادق من حاملي الحجارة.
كل هذة التساؤلات لا تحتاج تفسيراً لتثبت من لديه إيمانٌ بأنه صاحب الأرض ومن هو شعب الله المختار لحمل لواء البطولة على هذة الأرض
قلب الطفل سفيان لا يختلف عن قلب كل طفل وشاب في ربوع فلسطين، قلب لديه من الإيمان بقضيته وحب تراب بلاده ما لو وزع على أهل الأرض لكفاهم.
قدر الفلسطيني أن يولد بطلاً حاملاً لحجر في يده، قدره أن يولد مجاهداً في سبيل الله؛ في الوقت الذي يدعوا فيه ملايين الخاذلين العاجزين أن ينالوا شيئاً من شرف الجهاد، أن يحسدوه عما فيه من ألم بما هم فيه من نعيم.
قدر الطفل في فلسطين أن توقظه صوت القنابل كل صباح؛ لتقول له حي على الجهاد؛ فلا يولد في بلادنا أطفال، هذا القدر الذي يحيا به أطفالنا في سوريا واليمن وكل بلاد العرب المنسية.
كل هذا الصمود أمام تلك المآسي، وهذة الملاحم والبطولات التي يكتبها الأطفال والنساء والشباب في بلادنا ، وهذة الأقنعة التي تتساقط تباعاً عن أوجة الخونة؛ تملؤنا يقيناً أن النصر سيكون بقدر أضعافها، وسيكون ناصعاً نقياً من أي شوائب،وسيكون مذهلاً ومثلجاً للصدور وفي الوقت المثالي، وستتزين السماء الدنيا بالمصابيح التي ينبعث نورها وبارودها من قلب كل عربيٌ عاشق لفلسطين؛ طالما يعلو التكبير في ساحات المسجد الأقصى وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات