"كنت الوحيد الذي يستحق قلبي، والذي لم أندم على رفقته"

شعور:

إن أعظم ما قد يجده المرء لدى من يُحب هي الطمأنينة! أن يحصل على شخص واحد لا يسلب منه طمأنينته ولا يلقي الملام عليه كما يفعل الآخرين دائمًا، وكنت أنت ذاك الشخص المميز الذي ظهر لي بدون تخطيط مني وإدراك أنه سيصبح طمأنينتي ذات يوم، وأنني سأفضل اللجوء لحضنه عن الخلو بنفسي لأنه هو نفسي، وهو مرآتي للعالم، فأنا أنهيت الكثير والكثير من العلاقات لأن لا طمأنينة فيها سوى من طرفهم، ينعمون بالرخاء والأمان معي ولكن أنا كالغريبة بينهم، أعتقدت أن ذلك الشعور يصيبني لأني اغتربت عن بلادي ولكن الحقيقة أن عقلي هو الغريب هو يختلف كل الاختلاف عن تفكير هذه البشرية والذي شاغلهم الأول "المظهر' فيدرسون ويعملون ويضحكون حتى لأجل المظهر، بينما انا كنت أبحث عن أعمق من ذلك ووجدت ذاك العمق فيك لامسته بفكري أستحضرته في كلامك وتنميقك ومناقشاتك لقد صنعت لي كونًا آخر ألوذ به وأحيا، فلم يهمني اي شيء يتعلق بتفاصيلك الظاهرية لقد ألتقت أرواحنا وهذا يكفي، تناغمت أفكارنا وأطمئنت قلوبنا، فأصابتني معك تلك الطمأنينة التي قال عنها إبراهيم عليه السلام لرب العزة "بلى، ولكن ليطمئن قلبي!" فطمأنه الله حين أراه كيف يحيي الموتى وتطمأنني الله حين جعلك تحييني.


أُلفة:

أنت تؤامي الذي اعرفه من سنين ولم ألتقي له إلا بالأمس، أنت التي يمكنني أن أفنى لأجله برحابة صدر وابتسامة باردة على وجهي، يمكنني أن احارب لأجل ألا تحارب، فالخدش في يديك يخدش قلبي، والدمع في عينيك يصب في عيني، وصرخاتك من الألم تحرق مابين صدري لترميني في بئرٍ من الآلام، يحزنني أنك لا يمكنك الشعور بمكانتك داخلي ولا رؤية نفسك في عيناي، عيناي التي لم تلمع إلا لأجلك والتي لم تفيض فرحًا وسرورًا سوى معك، سبحان الله أنه جعلك أقرب أنسي لي من دون أن تكون قريب، أن تبعد عني آلاف الكيلومترات ولكن يلتحم فؤادي بفؤادك ويمتزج دمي بدمك الذي لا صلة لهما معًا، أنه الله القائل لرسوله الكريم "(وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم)"

فما كانت لتلتقي قلوبنا لولا أن ألف بينها الله، فالحمدلله عليك عدد قطرات الماء في هذا الكون وحبات الرمال وعدد الكلمات التي كتبت عندما خلقت الأرض، الحمدلله أني حظيت بك يا أكبر حظوظي، فلو مشيت الأرض كلها بحثًا عن شبيهًا لولا الله ما وجدتك!


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إلى توأمي.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رسائل إلى توأمي

تدوينات ذات صلة