قال مولانا جلال الدين الرومي "الجرح هو المكان الذي يدخل منه النور"...

هل تتذكر وقتاً شعرت فيه بالإحباط، وقلت لنفسك، هذا كل شيء قد تبعثر، هذه أشد اللحظات في حياتي ظلمة، لن أتمكن من عبورها، سوف أسقط ولن أقوم مرة أخرى، هذه نهاية حياتي، يمزقك الإحساس بالوحدة، كما لو كنت تمشي في عاصفة، الثلوج تغطي أنفك، والريح تغسل وجهك والمطر يبلل أصابع قدميك؟ أنا نفسي قد كنت هناك عدة مرات، شعرت بأن قلبي توقف عن الخفقان وأنه قد كسر ونياطه قد تفسخ، ومع ذلك فقد تجاوزت كل تلك اللحظات الصعبة ومررت بها بترقي من مقام لمقام، هل تعرف لماذا؟ لأن هناك دائمًا نور يضيء في قلبي، يقول لي "أنتي لست وحدك، اتكئي علي، أنا دائمًا معك"، إنه الله، الخالق ،الكون، السيد، الذات العلية، الملاك الحارس مهما كان الاسم ، هناك دائمًا هذا الصوت الذي يريحك، القوة الأعلى التي نتمسك بها عندما نشعر بالضعف، وصدقوني، أنا ضعيفة، بغض النظر عن كيف يراني الناس، قوية، مستقلة، حكيمة، قاسية، ذكية، كل ذلك لا يهم ، لأنني أعرف أنني ضعيفة، وفي اصعب وأحلك اللحظات أتعلق به. لقد مررت بالكثير من التجارب الصعبة التي تسببت في جرح في قلبي أو روحي، ومع ذلك، كنت أؤمن دائمًا بقول مولانا جلال الدين الرومي "الجرح هو المكان الذي يدخل منه النور"، أتبع النور، أرى شمس تبريزي "شمسي" يلمع بداخلي ويهمس "... أنت تفهم بالحب"، نعم ، أنا أفهم بالحب، أحب إخفاقاتي، أحب أحلك لحظاتي، أحب ألمي، أحب ضعفي، أنا احب السقوط لأنني أحبه أن يرفعني مجدداً.بمجرد أن تعلمت أن أفهم بالحب، تعلمت أن أسمح للضوء بالدخول إلي من خلال جراحي، لأنه يساعدني، قادني إليه، في كل لحظة شعرت فيها بالوحدة، تذكرته، وهو هنا يتألق مثل ضوء الشمس، بقدر ما هو واضح وساطع لا يمكنني رؤيته أو لمسه، فهو موجود فقط. حتى في الليل، يكون هناك، من خلال ضوء القمر، آراه بكل أشكاله المختلفة، أنا أحبه، بأي طريقة يتجلى بها. إنه هنا، في كلمة، في شخص، في لمسة، في تجربة، في جرح، في ابتسامة، ما زلت أتذكر وأؤمن بأنه أكبر من كل مخاوفي وآلامي، لذلك أركض إليه ألف نفسي بعبائته، أختبئ وأشعر بحبه وتعاطفه شفقته. آمنت بأنه دائمًا هنا يعتني بي، فأنا بحاجة فقط إلى كسر الحدود التي أبقيتني بعيدة عن حبه، وأنا أحمله في قلبي، ولكنني كنت قد حبست روحي ودعلت الخوف يحرس الباب، لذلك أنا قررت تجاوز خوفي والذوبان في حبه... الليلة، سأضيء شمعة، لأفتح قلبي، وأشعر بالسلام في روحي، وأدعو له أن يعطيني ما أريد، إنه هنا، يستمع، يهتم، يحب، يغفر، يسامح، يرشد، سوف يريني الطريق... سوف أمد يدي وأتمسك به، وسأخطو خطوة نحوه وسيأخذ الآلاف نحوي... آمنت ولازلت أؤمن بأنه موجود ولن يتركني وحدي أبدًا، إنه يحبني بقدر ما أحبه، إن لم يكن أكثر... سأكون مخلصة ووفية لعشقه، وكل شيء سيتحقق ويتجلى، فقط أثق به... لن يخذلني أبدًا، أنا دائماً من ينزلق، ويتمسك به، وهو دائماً يرفعني، بحب الله اليوم، الليلة... كلنا نصلي...


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تجربتي... ريم القدح

تدوينات ذات صلة