المشكلات السلوكية تعريفها وأسبابها وسبل الوقاية منها

يشتكي الأهالي من تصرفات أولادهم في البيت أو المدرسة ويظنون أن أولادهم ينبغي أن لا يسببوا أي درجة من المتاعب ولو كانت بسيطة، وبسبب هذا التشدد يظن البعض أن الأولاد لديهم مشكلات سلوكية تحتاج المعالجة، فيبادرون باستشارة المرشدين النفسيين أو يبادرون بالحلول الشخصية غير الصحية، وعلى العكس تماما يقوم المتساهلون من الأهالي بإهمال المشكلات السلوكية حتى تتفاقم وتكبر. فما هي المشكلات السلوكية؟ وما أسبابها؟ وما هي سبل الوقاية منها؟


ما هي المشكلات السلوكية


هي النمط المتكرر والثابت من السلوك الذي يتم فيه انتهاك حقوق الآخرين والخروج على الأعراف والقوانين بشكل خطير ولمدة طويلة (التكرار والحدة والمدة)، ويسبب خللا وظيفيا في الأسرة أو المدرسة، وهو منتشرة بنسبة كبيرة بين الذكور 16% والإناث 9% تحت سن ال18.

مثال: قام فادي خلال الشهر الماضي بالشجار مع رفاق المدرسة سبع مرات ووصل الشجار إلى حد الأذى الجسدي وتسببوا لبعضهم بالكدمات والجروح.

مثال: سمية تحفظ القصيدة جيدا في البيت ولكنها لا تستطيع أن تسمع أمام الصف بل يحمر وجهها كثيرا وتصاب بالتعرق والارتباك مما يسبب انخفاض درجاتها في التحصيل النهائي.


أسباب المشكلات السلوكية


بشكل عام تصنف أسباب المشكلات السلوكية إلى التالي:


أسباب وراثية وبيئية: تلعب البيولوجيا والبيئة دورا مساهما في ظهور المشكلات السلوكية، فقد يوصف عرق ما أو بلد ما بالعناد أو سرعة الانفعال أو البرود الاجتماعي، ويوصف عرق آخر بالتهذيب والحيوية وروح النكتة. ويعود ذلك إلى التكوين المناخي الذي يؤثر في سلوك الناس، كما يمكن تناقل الصفات وراثيا بين العائلات، فنجد عائلات تكثر فيها الكحولية أو الجريمة ونجد العائلات العلمية أو الفنية.


أسباب تربوية: هناك الكثير من النظريات التي تدرس علاقة الوالدين وأسلوب تربيتهم وتأثيره في سلوك الأطفال، فالطفل لديه قدرة كبيرة على التقليد والمحاكاة الانفعالية والسلوكية، ويستجيب بسرعة للثواب والعقاب مما يؤثر في تحسين سلوكه أو إحباط السلوك الجيد وتدعيم السلوك السيء.


أسباب اجتماعية: الحي السكني والمدرسة والتلفزيون ووسائل التواصل الالكترونية تؤثر في تعلم الأطفال الكثير من السلوكات الجيدة والسيئة، فيتعلم الطفل النمط العنيف أو اللطيف ويحاكيه ببراعة، وكذلك تدعم هذه المجالات سلوكاته التي تعلمها أو تحبطها، لا سيما تقاليد المجتمع وقوانين مدرسته.


الوقاية من المشكلات السلوكية


هناك إرشادات عامة للوقاية من المشكلات السلوكية لعل أبرزها ما يلي:


1- المعرفة التربوية والتعلم المستمر والاستشارة عند الحاجة.

2- التماسك الأسري ووضوح دور كل فرد في الأسرة واستقلاليته.

3- وضوح القوانين في الأسرة والمدرسة بما فيها الثواب والعقاب.

4- تفهم احتياجات الطفل والمراهق وإشباعها بحسب مراحل النمو.

5- المعاملة بالحسنى وفق إمكانيات الطفل والمراهق وعدم المقارنة أي فرد مع آخر.

6- التعبير عن الذات والمشاعر والرأي واستثمار فاعلية الفرد في الأسرة والمدرسة.

7- البيئة الأسرية والمدرسية التي تحبط السلبيات وتعزز الإيجابيات.

8- التواصل الفعال والحوار الإيجابي والأنشطة الجماعية وتنمية المهارات الاجتماعية.


خاتمة


فلنعامل أطفالنا بحب ولنهتم بهم بأفضل ما نتعلمه في هذه الحياة.

مهند سراج

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مهند سراج

تدوينات ذات صلة