القيم ما يجعلُ لحياتنا معنى،وما يساعدنا في تحديد ملامحِ طريقنا، ونقوم باختيارِها على أساس: أكثر ما نحبّ، أكثر ما يشغل بالنا، وأكثر شيء نريدُ التمكّن منه
لو قمتَ ببحث خفيف وسريع عن القيم والمثل العليا في حياة الإنسان لوجدت الكثير منها، والكثير من القيم القادرة على منحِ حياة الإنسان معنى إن هو عرفَ كيف يتخيّر ما يناسبهُ ويناسبُ ظروف عيشهِ أو رؤيته التي قام بالتخطيط لها.
لكن لا اختلاف أنّ لكلّ قيمة مكانة خاصة، ومنها ما هو مشترك مع أخرى لا يقوم إلا بها، ومنها ما هو قويّ يعزّز قيمة الإنسان في حدّ ذاته، يزيدهُ شموخًا ويعلو شأنه، فالإنسان طموح طالما شغل نفسه بالعلياء والتميّز.
وعن القيمة العليا التي لا يقابلها أيّ قيمة: الصدق.
المرء الصادق مع نفسه قبل أن يكون صادقا مع غيرهِ، ومن يتحرى الصدق في كلّ كلمة يقولها أو موقف يتّخذه تراهُ نورًا يمشي في الأرض يأمنه الناس ويسعَون إلى قربهِ ما استطاعوا.
الصدق كخلقٍ نبيلٌ، وكقيمة ثمين، وكصورةٍ واضحُ، وكعملة مُربح إذا أحسن المرء تداولها في حياتهِ اليومية.
المرءُ الصادق لا يقول إلا الحقّ، وفي الليالي الظلماء يبزغُ نجمه لأنّه يثبتُ بعدما صان نفسه وعلِم ما له وما عليه، يعبّر عن كل ما يجول في خاطرِه بأريحية، لا يشوب كلامه تناقض أو ازدواجية، يميّز بصدقهِ بين الفضيلة والرذيلة قبل أن يخطو أيّ خطوة إلى الأمام، فيستهدف الأولى مع تحاشي الثانية التي لا تليقُ بهِ.
الولدُ الصادقُ نعمة، والقائد الصادق رزق، كلاهما يساهمانِ في بناء مجتمعٍ شفّاف على القوّة وعلى الشجاعة،
في المقابل تجدُ الناس لا تأتمنُ خائنًا لأنه كذب، ولا ترتاحُ لكاذبِ لأنهُ يخدع بالقول والفعل، فينما يعتزّ الصادقُ بشخصيتهِ ومواقفهِ ترى الآخر ذليلاً مُحتقرًا.
بطريقة رائعة يلخّص الصدق أسمى معاني الحياة التي ينشدها كلّ متدبّر، ويسعى إليها كلّ مجتهد.
وإنّ الصدق منزلة لا يبلغها إلا من عمل بجدّ واجتهد.. فالصدق الصدق في أعمالكم.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات