إن الخوف قادر على إيقاف الحركة، وجعل الحياة تمر بك وأنت تقف ناظرا اليها من بعيد
الخوف هو القبضة التي يشعر بها طفل صغير مقدم على يومه الأول من عامه الدراسي الاول، شعور يمسمر الاقدام بالارض ويوهمك بأن غول قصص الامهات ليس مجرد خيالا بل حقيقة تراها امامك وتشعر بها في اعماقك، ربما نخاف من الغد، من الاخر المجهول، ومن الأنا التي نجهل ردود فعلها أمام الحياة، أظن أن الخوف يمكن أن يأت من أي شيء بل حتى من اللاشيء، إذا وجد مكان له فإنه آت لا مفر.
إن الخوف قادر على إيقاف الحركة، وجعل الحياة تمر بك وأنت تقف ناظرا إليها من بعيد، إلا أن الخوف أيضا قادر على دفعك للإمام إن جعلك تخاف من شعور آخر؛ كالفشل مثلا. تقول القاعدة بأنك إن ضربت عددا سالبا بسالب آخر حصلت بسحر الرياضيات على عدد موجب، وربما هكذا هي الحال مع المشاعر -أحيانا على الأقل.
تعد مواجهة المشكلة أول وسيلة لحلها، والسؤال هو مفتاح أي مواجهة، وتحديدا، السؤال باستخدام: لماذا؟، إن حددت سبب خوفك و اقتنعت بأنك قادر على التعامل معه بطريقة أو أخرى فإنك ستتعامل مع ما يواجهك بحقيقته مدركا أن الغول جزء من حكايا الأمهات ومهما بلغ وصفه يبقى خيالا. وهنا اقول بأن للخوف قريب يدعى القلق يشبهه شكلا ويختلف معه مضمونا. الخوف مانع صارم للكثير مسيطر على الحركة، وبينما يشابهه القلق في ذلك، يختلف عنه بكونه أقل سيطرة وأقل إعاقة، بل ربما كان ذو فائدة أحيانا إن كان أقرب لهاجس يحث صاحبه على رفض الراحة المفرطة المؤدية للكسل والإهمال.
لكن ربما كان أكثر الناس بطولة هم المقبلين على المخاطر برغم علمهم المدرك لما تحمله لهم بل وخوفهم منها، أي أن الخوف يجعل القيام بالأشياء فعلا شجاعا يفرّق صاحبه عن غيره، لكن الأمر منوط بالانتصار أولا على هذا الخوف، كما لو كان هذا هو الاختبار الأول لأي شخص وهو الذي سيحدد مدى قدرته على خوض الاختبارات التالية من عدمها.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات