في عقلي اصوات كثيرة .. تغشاني ظلمة تشابكهم .. حتى تحنيني ..


في عقلي صوت بكاء امي .. تعاني وحيدة من اكتئاب سريري ..

تقبع هناك في قلب ظلمات الوحدة مجهولة السبب وغير محددة المدة .. اراها تنزوي وانا لا املك من امري شيئا


في عقلي صوت السنوات الوحيدة .. حيث اعتدت ان احمل عالمي الصغير معي حيثما ذهبت في حقيبة ظهر ثقيلة لا اعلم هل هذا الثقل فوق ظهري ام انه قلبي ..

اهيم في شوارع القاهرة وبرد ليالي الشتاء يكتنفني .. طافية فوق بحيرة من مكالمات للأحبة بلا رد .. وينسج الرثاء للذات رداءا حولي ...


في عقلي صوت الكمال .. يضع في يدي كرباجا ويجبرني على جلد ذاتي على ما اقترفته يداي من اخطاء وعلى تلك التي لم اقترفها سوي في عقلي فقط ..

وحتى على هذه التي اقترفها غيري .. لا اعلم ان كان هذا دليلا على نرجسية اصابتني فأحالتني مركزا للكون .. ام انها مازوخية تتركني اتلذذ بتعذيب نفسي على اخطاء العالم ..


في عقلي صوت القلق .. المستقبل لعنة لم تصبني ولكنها تظل تتوعدني ليل نهار .. قلق يصل حد الرعب من سيناريوهات تتنافس في السوء والسوداوية ..

قال طبيبي النفسي انه قلق مزمن .. يجب ان أعيش معه .. اتصالح واتعايش .. ولكن دنقل قال يوما ما "لا تصالح" .. وانا اؤمن ان المصالحة هي طريق الجنون ..

لأقاوم إذن .. ولكن المقاومة تحرق نفسي .. حسنا .. لأبقى في منتصف الطريق بين الضفتين ..


في عقلي صوت الفشل .. انت انسانة عادية .. هناك في مكان ما من الكوكب من يتفوق عليكي فيم تفعلين .. انت عادية ...

لم يشأ الله ان يمن عليكي بعبقرية فذة في أي مما تمتد له يداك .. اقبلي الواقع .. عيشي وحسب ...


في عقلي صوت عقارب الساعة .. تدفعني للركض للوصول لما سأستفيد من دروس عند الوصول .. والركض ينسيني ان الرحلة هي كل الدرس ..


في عقلي صوت الثورة .. البداية الحقيقية لعمري .. وخيبة املي الحقيقية الكبرى ايضا .. انا عرفت الحياة يوم عرفت ارجل المتظاهرين طريقها للتحرير ..

كنت صغيرة حينها .. وقد كبرت وانا ادين بدينها .. بمحاولة فهم امينة للاحداث .. بتخبط خلف امال لم ولن تكون يوما من نصيب الواقع ..


في عقلي اصوات .. كثيرة ..

تغشاني ظلمة تشابكهم .. حتى تحنيني ..


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مبدعة و الله

إقرأ المزيد من تدوينات كلام ماتكتبش

تدوينات ذات صلة