ليس كل وجهة نظر صحيحة.. فكل منا له وجهة نظر يسعي لتحقيقها مهما حصل، نتنازل أحياناً و نضحي لأجل إسعادهم لكن يجب علينا أن نضحي من أجلنا أيضاً..

نُولد ولا يوجد في جُعبتنا أي شئ غير أننا نجد عالم غريب، أصوات آلفناها و تعلقنا بها من مجرد السماع ونحن في الرحم،

رائحة نحيا بها كل يوم، خرجنا و نحن محاوطين بهذا الآمان..

تمر الأيام و نكبر و يتغير هذا الآمان يختفي كل يوم من حياتنا ولكنه موجود، نشعر به و لكن لا نلمسه، نسمع عنه و لا نراه.

هل جربت أن تأخذ طفل و تلعب معه..وبعد اللعب تعطيه لأمه؟ إذا نظرت جيداً في عيونه ستجد عيونه تملع عندما يذهب لأمه كأنه وجد ما يريد..ما يطمأنه.

تمر الأيام و نكبر نذهب إلي المدرسة و مطالب مننا واجبات و حفظ و معرفة دروس لا يستطيع عقلنا أن يفهمها أو يوزنها حيث أنها أكبر مننا.. مطالبين أن نمتحن، و نحرز أعلي الدرجات فهكذا نكون أذكياء و ماهرين و مهذبون.. كأن من يأتي بأعلي الدرجات هو المهذب الذكي.

تتلخص العلاقة في الأمر من القوي و السمع و الطاعة من الضعيف هذا هو قانون الحياة و الأهالي، قليل من يصاحب أولاده يسمع لشكواه أو أحلامه و يساعده في تحقيقها، أو يوجهه للطريق الصحيح..

الأهالي يرون الشكوي لا سبب لها فأنت مازلت صغير لهذا الشعور، ماذا يقنصك! كأن الأكل و الشرب و المواد تغني عن المشاعر و الصدمات و الحزن و الأكتئاب..

و لكن أنت تكبر و تخفي عنهم شعورك لكي لا يحزنوا و يتألموا لألمك و يسهرون لسهرك و يبكون لبكائك..

الأهالي يربون أولادهم كما رُبو و هذا ما يزيد الفجوة بينهم، ينام الأهل و هم لا يعلمون بما يدور في صدور أبنائهم من دموع مدفونة، حزن ينهش في قلوبهم، يأس يمسكون به بدل تحقيق أحلامهم.

الأحلام أكبر صدام بين الأهل و الأبناء؛ الأهالي يضعون أحلام لأولادهم و يتأملون و يقتنعون أن علي الأبناء تحقيق هذه الأحلام هذا هو حقهم عليهم من تربية و سهر و تضحية و نسو حق الأبناء في تحقيق أحلامهم الخاصة و السير في طريقهم الخاص بهم.

فأول من يحارب الأبن هو الأب و الأم و ياليت يرون هذا بالعكس يرونه حماية لكن ليست كل وجهة نظر صحيحة.. فهم لا يرون ما يتغير في العالم لا يرون ما يتغير في أولادهم..وللأسف لا يوجد حل لهذا الأمر لأن لا نسطيع أن نغير من آبائنا و تفكيرهم و مجبرون أن نظاهر أننا بخير و نحاربهم في الخفاء..

نحارب أفكارهم، نحارب رفضهم أفكارنا، لشخصيتنا، لمظهرنا، إختيارتنا، أخطائنا، زلاتُنا، كلامٌنا، كبريائنا..

و لكن من يعلم من الأصح نحن أم هم؟.. ولكن الأكيد أنهم لا يريدون غير الصحيح و الأضمن لنا مهما كانت طريقته..

mariam abdelazem

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات mariam abdelazem

تدوينات ذات صلة