كان لي صديق

صديقي منذ خمسين شدة ومحنة، فهو يدي التي أستخدمها و رجلي التي أمشي بها.

الأصدقاء هما العائلة التي نختارها بأنُفسنا، فمن لا يعرف قيمتهم فإنه حُرم من أهم شئ في الحياة.

الصديق ليس بالكثرة و العدد، إنما الصديق هو من يكون بجانبك وقت الشدة و الألم، الصديق ليس بالسنين و إنما بالمواقف، أن تقول علي شخص هذا صديقي منذ سنوات لا يعطيه شهادة الصداقة علي حق، بل من يأخذ شهادة الصداقة هو من تقول عليه هذا صديقي منذ خمسين شدة و محنة.

الأصدقاء المقربين ليسو هم الزملاء و المعارف، فأنت لا تحكي لأول شخص تتعرف عليه علي محنتك؛ بل تحكي لمن هو أصدق فكلمة صديق تطلق علي من تثق فيه ثقة عمياء من وقف بجانبك.

الصديق هو الأمان، الثقة، السند، اليد التي تمسك بك و تدفعك للأمام.

"فكل ما اوشكت على الانطفاء، إتكئ على كتف صديق، هناك يولد بك النور مرة أخرى"

الصديق هو من يفرح لنجاحك، و يقلق لقلقك، هو من يدفعك للأمام لتنجح و يتباهي بنجاحك هو من يقلق عليك يوم الإمتحان و يتابع معك هل ذاكرت؟ هل أديت في الإمتحان جيداً.

الصديق هو من يقاسمك أكله، ماله، وقته، إنتباهه، يعطي لحزنك كامل الأهتمام و القلق، يكون لك سند و ضهر في وقت شدتك ؛ بل أن يكون لك صديق تجري عليه وقت شدتك فأنت محظوظ جداً.

محظوظ من لديه صديق، و محظوظ من لديه عائلة من الأصدقاء تؤمن به و تحبه.

محظوظ من لديه صديق يقول عليه هذا صديقي منذ خمسين شدة و محنة.

وأنا أيضا محظوظة لأني لدي من أصدقاء منذ كامل الشدد و المحن.

والأكثر حظاً هو من كان عائلته هم أصدقائه الأوائل في حياته.

صدقوني كم إكتشفت إني محظوظة الآن.