صدام فترة المراهقة بين الأولاد و الأهل مما يؤدي إلي حدوث فجوة عائلية و أمان وثقة بين الطرفين.

من المشاكل التي تواجه العديد من الأباء و الأمهات مع أولادهم هي فترة المراهقة أو كما أُحب أن أٌسميها (فترة الصدام الحقيقي)، يعتقد الآباء أنهم يعلمون ما يدور في دماغ أطفالهم و ينظرون إليهم طوال الوقت أنهم مازلوا صغار حتي تمر السنوات أمام أعينهم دون أن يشعروا بها، و فجأة يرون أن طريقة تفكير أولادهم تغيرت و ابتعدوا عنهم تمام الأبتعاد و لا يعلمون شئ عن ما يدور في حياة أطفالهم في الحياة الواقعية وهم في حياتهم الوردية يعتقدون أنهم يعلمون أطفالهم تمام المعرفة.

فهم يعاملون المراهق بإزدواجية في أمور معينة يعاملوهم كأطفال وأمور أخري يعاملوهم ككبار، و في قرارة المراهق نفسه أنه كبر و أصبح مسئول و له شخصية مستقلة و لكن الاهل لا يلاحظون ذلك يأمرون فقط و لا يريدونهم أن يخرجوا عن الطوع و لا يفكروا بطريقة مختلفة عنهم و هذا ما أسميه بصراع الأجيال.

فكل ما يريده المراهق هو التجربة لبناء شخصيته و إشباع فضوله نحو الحياة لا يدري أن الأهل أيضاً كانوا مراهقين و أخطئوا و تعلموا لذلك يريدون حماية أولادهم من هذه الأخطاء لأن منها ما يُندم و لكن لا يرون بأنهم بذلك يطمسون شخصية أولادهم و يدمجون شخصية أولادهم بشخصيتهم و يخلقون بينهم علاقة الحبل السري و هذا خطأ تام.

فكل ما علي المربي أن يتابعوا أولادهم عن قرب و متابعة تصرفاتهم و إعطائهم الأمان و الثقة لكل تصرفاتهم و أن يكونوا أصدقاء لهم قبل أن يكونوا أهل، فيجب إتباع اللين و المسايسة معهم و الشدة إذا إستدعت الحاجة والموقف يجب أن يسيروا علي قرار واحد و هو إما معاملتهم كصغار أو معاملتهم ككبار مسئولين بل الأهم؛ أن يهيئوا الطفل نفسيا لما هو مقبل و يفهموه ما هي مرحلة المراهقة و ما الذي يجب أن يفعله و ما الذي يجب أن يتجنبه مع كامل الحرية في التصرف تحت مراقبة الأهل و كامل الثقة فإذا وجد الأهل تصرف غير لائق أو خطأ يجسلوا معه جسلة كبار و يتكلموا معه و يعلموه ما الخطأ و كيفية التصرف الصحيح في هذا الموقف و يجب أن يتحمل نتيجة أخطاؤه لكي لا يتعلم الهروب بعد ذلك و إلقاء اللوم علي أحد آخر و تحمل الأسرة تبعات هذا وهو في السليم ولا عليه أي مسئولية.

و أهم ما يقابل المراهق في هذه المرحلة الحرجة من مشكلات:

1.البعد عن الاهل و إنعدام الثقة في الأشخاص و في أهله مما يعرضه لخطر التعرف علي الأشخاص السيئين و الثقة فيهم.

2.الصحبة السيئة التي تجرفه لطريق سئ و المخدرات و التعامل العنيف.

3.العصبية و صعوبة التعامل و ذلك لأختلاف الأفكار و الأتجاهات و إعطاء الأمر من الأهل و تجاهل ما يفكر فيه و ما رأيه.

4.عدم ممارسة الرياضة و إفراغ غضبه و عصبيته فيها و إلهائه بها و إبعاده عن الصحبة السيئة.

فالمراهق يريد أن يُري فقط و أن يكون له رأيه و شخصيته أمام أهله فعندما يحاول إثبات ذلك يقومون بإمحاء ذلك و إصدامه أنه مازال صغير، و أنه لا يفقه شئ لكي يقول رأيه، و أن عليه أن يدرس لكي ينجح و يكون شخص له قيمته فكيف يحدث ذلك و أهم أشخاص في حياته لا يرون قيمته و لا يعترفون بها فيذهب للخارج ليحاول إثبات شخصيته أمام أصدقائه و وزمائله و قد يلجئ للعنف في بعض الأوقات لكي يفرض شخصيته و حضوره غصب.

و لعلاج ذلك يجب علي الأهل أن يكونوا متفهمين التغيرات الفسيولجية و الهرمونية للمراهق و أن يهيئوه نفسياً لمرحلة المراهقة عند بدء شعورهم بقدومها و أن يكونوا دائماً أصدقائه الصالحين واثقين فيه و أن يعطوه القدر الكافي من الأمان و الأهمية ليشعر بوجوده فلا يضطر أن يلجأ للعنف لإثبات وجوده.

mariam abdelazem

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كلام رائع جدا 👍
ياريت الكل ياخد باله منه وينفذه فعلا👌
بالنجاح والتوفيق يا رب 🌺

كلام صح ميه في الميه...

جميل

إقرأ المزيد من تدوينات mariam abdelazem

تدوينات ذات صلة