لماذ يصر الإنسان أنه يعمل كالآلة، أو كالبطارية بمجرد أن تضغط على جوانبها ببعض العضات لتعمل بكفاءة دون أى أعطال فنية؟!

ياليت كل مآساة نتعرض لها تنتهى بكلمة نأسف لهذا العطل الفنى، سرعان ما يتم حل المشكلة، نستطيع بعدها أن نحاول مجدداً أن ننعش انفسنا ونجدد طاقتنا حتى يمكننا مزوالة أعمالنا أو حتى يمكننا أن نتجاوب مع من حولنا كأننا نغلق عقولنا بكبسة زر وسرعان ما نعيدها فى القابس مره آخرى (إعادة فتح Restart) ،استعيد فى ذاكرتى كلمة الممثل محمد ثروت اقفل الراوتر وافتحه تانى .


فهل من الممكن أن نتعامل مع أنفسنا أننا كالأجهزة نعطي فرصه لأنفسنا لاستجماع قوتنا لنبدأ من جديد؟ أم أننا قد نحتاج إلى وقت أطول للتعافى من الإجهاد وأعباء الحياه.


حتى الأجهزة قد تعطل ولا تستجيب لأى أمر من مستخدميها لحاجتها الماسة فى التغيير الجذري ، أما نحن البشر أكثر تعقيداً من الآلة فتكويننا البشرى يمنعنا أن نتعامل مع أنفسنا كمادة فقط بل هناك مشاعر مركبة وعوامل خارجية غيرت مفاهيمنا عن الحياة وما نعيشه فى حاضرنا ومستقبلنا، روحنا التى تسكن جوانب أجسادنا تأنف أن تتعامل مثلها مثل الجماد ، فهى روحنا المجرده تحتاج إلى مايجدد طاقتها أو شحن ذاتنا وتحفيزها من حين لآخر ،فالأمر معنوى أكثر منه مادى.


واجبنا نحو أنفسنا أن نحدد متى يمكننا أن نعطى وقت لأنفسنا حتى لا يحدث لنا أى عطل فنى، بالطريقة المثلى التى تحددها أنت وحدك ، وتستمتع بوقتك حتى وإن كنت بمفردك تحتسى قهوتك وتقرأ جريدة ما ، أو تنظر فى الفراغ أمامك لا تفعل شيئاً ، أنه وقتك أنت ، مساحتك الخاصة التى اعطيتها لنفسك حتى يمكنك أن تواجه متاعب الحياه أو رتابتها، فلك كل الحق أن تفعل بها ما تشاء فتصنع الفرق فى نفسك وتحدد أولوياتك وتعطى لنفسك وقت لتفكير فما هو آت أو حتى تستطيع أن تخرج من يومك بدرس مستفاد حدث معك أو مع شخص قريب منك أو درس علمك حتى لا تكرره فى المستقبل القريب.


هناك من لا يمتلك حرية الوقت لنفسه ومثل هذا الكلام بالنسبة له كلام لا معنى له ، لكنى أؤكد لك عزيزى أنك بكل تأكيد ستختلس لنفسك القليل من الوقت للراحة وشد القابس عنك ، فيرغمك عقلك على ذلك ، بل جسدك لن يرحمك إن أغفلت عن راحته فالعطل الفنى سيأتى لا محالة ومحاولة انعاشه بالمنبهات لم تعد تجدى وأى مقويات خارجية تنعشه قد تكون مؤقته وسيحدث انتكاسه، كلما تأخرت فى معالجتها يتفاقم الوضع والعطل الفنى قد يطول و إن أصررت على العناد فالعطل الفنى سيلازمك.


فلا تجازف بصحتك النفسية واعطى نفسك فسيح من الوقت، حتى لا تأسف عن هذا العطل الفنى.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات يلا نكتب مع مى عصمت

تدوينات ذات صلة