اعلم أن هذا الموضوع شائك خاصة لأنه يتحدث عن معتقادتنا وأنا هنا لا اتحدث عن فرضية الحجاب من عدمه بل فقط ارصد ظاهرة مجتمعية

ترددت كثيراً قبل أن أثير هذا الموضوع نظراً لحساسايته الشديده خاصة فى مجتمعاتنا العربية،لذا ارجوا قبل أن تحكم على تدوينتى اقراءها بعناية.


هل نرتدى الحجاب لأنه أمر شرعى أم أنه عُرف مجتمعى؟


قبل أن اجب عن هذا السؤال دعونا نسأل أنفسنا هل تتحجب نسائنا خوفاً من الناس أم حباً لامتثال أمر الله ؟ والسؤال الأهم هل تفرض بعض الأهالى الحجاب على بناتهن بالإكراه، أم الفتاه هى التى تختار ارتدها للحجاب؟ وإن كان الإجابة الأخيرة وانها اختارت ارتداء الحجاب بإرادتها الحره، فلماذا الكثير من البنات والسيدات يتخلين عن حجابهن ونقابهن؟ وهل الحجاب كانت ظاهرة أو موضة وولت؟


نظراً لأهمية الموضوع وحساسيته لأنى اتحدث فى ثوابت مجتمعية وعقائدية سائدة يحاول الكثير التنصل منها ، إلا أنه له أكثر من جانب جانب عقائدى وجانب حضارى . علماً انه لن اتطرق عن فرضية الحجاب من عدمه ( برغم إجماع المشايخ وعلماء الدين أنه فرض) إلا انى ارصد ظاهرة مجتمعية لاحظتها فى الأونة الأخيرة وقبل أن استرسل فيها عزيزى القارئ علينا الرجوع للوراء قليلاً والبحث فى تاريخ ماقبل الإسلام (العصر الجاهلى)وماكانت ترديه النساء فى الحضارات التى تسبقه.


المرأة قبل عصر الإسلام

كانت السيدات فى العصر الجاهلى فى الجزيرة العربية ترتدى غطاء لرأس يغطى خصلات شعرها خاصة الشريفات ( من ذات نسب عال) أما الجاريات فلا يُسمح لهن ارتداء أى غطاء للرأس.، أى أن فى الثقافة العربية كان سائد فيها غطاء الرأس للسيدات الشريفات .


هل الحجاب أمر عقائدى أم أنه عُرف مجتمعى؟25704277953169040

ماذا عن الحضارات والثقافات الآخري؟

فى حضارة ماوراء النهرين( العراق) تطورت أزياء السيدات ما بين الزى الطويل المزركش بألوان زاهية وفوقه وشاح أما الشعر مرفوع و وفوقها قلنسوات مدببه اشبه بالقبعات.

هل الحجاب أمر عقائدى أم أنه عُرف مجتمعى؟24679900110248800


أما فى حضارة اليمن تتميز لباس السيدات بغطاء للرأس وللرجال كذلك ويسموه السماطة وذلك ليتناسب مع قساوة الجو أحياناً فالنساء يزين خمارهن بالأصداف ويطرزن عليها شرائط منسوج فيها خيوط من الفضه والقطن ،ويتميز هذا الزى أنه طويل وذو أكمام طويلة.


هل الحجاب أمر عقائدى أم أنه عُرف مجتمعى؟20122678229220960


كذلك فى بلاد الشام ترتدى النساء ثوب طويل ألوانه زاهية وفوقه عباءة طويلة تتميز بالالوان المزركشة والحزام فوق العباءة يتوسط خصرهن وعلى رؤسهن غطاء طويل .


هل الحجاب أمر عقائدى أم أنه عُرف مجتمعى؟39988338218623470



هل الحجاب أمر عقائدى أم أنه عُرف مجتمعى؟43041512241903520

صورةمن أزياء من الحضارة الفينيقية


أما الحضارة المصرية تميزت بالزى الأبيض سواء للسيدات أو الرجال وأزيائهن طويلة وشفافه وفوقها زى آخر ذو ثنايات دقيقة ويتوسط خصرهن حزام طويل يمتد حتى القدم ، أما شعورهن مستعارة ومضفرة وبعض الملكات والأميرات أخفين شعرهن وارتدين التاج كالملكة نفرتيتى..


وفى أفريقيا خاصة فى الشمال وهنا اشير لحضارتى نوميديا وقرطاج فتأثرن كثيراً بالزى الاغريقى والرومانى الذى كان يختلف بعد الشئ عن زى حضارات الشرق ، حتى تسريحات الشعر تختلف وبرغم ذلك التزمن سيدات الامازيغ بالزى المحتشم وارتداء عدة طبقات وشدها بحزام يتوسط خصرهن ولا يلتزمن بغطاء لرأسهن فى كل الأوقات.

هل الحجاب أمر عقائدى أم أنه عُرف مجتمعى؟86769623720727600

كل هذه الصور تثبت أن غطاء الرأس كان جزء من تراث أجدادنا ولكن بعد الإسلام وانتشاره بين الناس صار الحجاب الشرعى يختلف عن ما كان يرتديه الأجداد . فشرط أساسى فى الحجاب الشرعى أن تغطى الفتاة جسمها بالكامل ولا تبرز مفاتنها سواء أذنيها وعنقها وذقنها وملابسها لا تشف ولا تصف وألوانها هادئة حتى لاتلفت الأنظار .

ظللن نساء المسلمات يحتفظن بالزى الذى احله الله وفى نفس الوقت يرتدين زي الأجداد فى بيوتهن أو فى الحفلات والأعراس التى تقتصر حضورها على السيدات فقط.


وبعد سقوط الخلافة العثمانية التى كانت مهيمنة على الكثير من الدول الاسلامية والعربية حدث تغيير فى الأزياء والاذواق لتواكب أزياء الدول الاوروبية التى قامت بغزو بلاد العرب فكرياً وسياسياً وثقافياً، فتلاشى الزى المعتاد الذى كان عبارة عن حبره ويشمك ترتديه السيدات للخروج وتم استبداله بفستان ذى أكمة طويلة وقبعة كبيرة وتحول الفستان لقطعتين قميص وتنورة أو بنطال قماش طويل لبنطال جينز فى أواخر القرن العشرين .


نظراً للتطور السريع الذى طرأ على المجتمع المسلم ومشاركة السيدات الرجال فى العمل السياسى والاقتصادى والمهنى والتعليمى والاكاديمى ،صارت تحتاج لأزياء تلائم وضعها الجديد وتسهيل عليها الحركة وسرعة التنقل، فتبارت دور الأزياء لخلق مفهوم جديد اسمه الفتاه العصرية التى تواكب الموضه ولكن مهلاً ، هل كل ما تنتجه بيوت الأزياء الغربية يناسب مجتمعاتنا والأهم هل يتناسب مع ديننا؟

هنا مربط الفرس ،

فالمشكلة ليست فى أى زى بعينه لكن هل هو يطابق المواصفات التى حددها الله ؟ والأهم لماذا نلزم بناتنا بالحجاب الشرعى ونجبرهم عليه قبل أن نعرفهم به ونحببهم فيه؟

نستخدم الخوف من الخالق ككارت إرهاب للفتاه ، فيأتى بنتيجة عكسية فمع أول فرصة تتخلص الفتاه من حجابها لأنها ترى أنه العائق فى تحقيق أحلامها أو بمعنى أدق هناك من صور لها ذلك. والشئ الملفت للنظر الذى يضايق الكثير من الفتيات التى لم يقبلن على الحجاب كلام بعض المشايخ فى توجيهن وتشبيههن بقطعة حلوى مكشوفة يطير فوقها الذباب.

ربوا أولادكم على حب الخالق لا الخوف من سخطه ، لا تعلمن بناتكن أن يسخرن من بنات لم يتحجبن أو خلعن الحجاب ، لعل الله يسقها من نفس الكأس ، بل ادعوا بثبات الحال ولا تغتر بعملك وتفتن به وردد فى كل وقت ألا يقلب الله قلبك ويثبته على الطاعة ولا تبتلى فى دينك ، فالكل معرض للفتنة.


نسأل الله الثبات



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات يلا نكتب مع مى عصمت

تدوينات ذات صلة