عندما قرأت رواية 1919 للكاتب أحمد مراد منذ عده سنوات انبهرت بإدخال شخصيات حقيقية فى أحداث القصة لاتفاجا أن أبطال الرواية شخصيات حقيقة
عندما يقع الاختيار لتحويل أى نص أدبى إلى عمل درامى ، دائماً اتحيز للنص الأدبى الاصلى عن الدرامى ولكن فى حالة فيلم كيرة والجن ،المحتوى الدرامى فاق العمل الأصلى والسر فى موسيقى هشام نزيه، وقلم أحمد مراد الذى كتب الرواية الأصلية ( 1919) وحولها لسيناريو قوى ومتماسك والمايسترو مروان حامد الذى طوع كل هذه الأدوات لإخراج عمل درامى متميز، سواء فى اختيار ممثلين محترفين( مصريين أو أجانب) جسدوا أدوارهم ببراعة والدقة فى اختيار أماكن التصوير والديكور الذى ينقلك لأوائل القرن الماضى واختيار الأزياء وتصفيفات الشعر والسيارات وخلافه ساهمت فى نجاح هذا العمل ليصير عمل متكامل يحترم عقلية المشاهد، بل يشعره انه داخل الأحداث ليتوحد معها.
كنت متوجسه خيفة أن يتم تشويه رواية 1919 بتجسيد شخصيتها خصيصاً بعدما سمعت كاتب المحتوى الادبى أحمد مراد انه حذف بعض الشخصيات من الرواية الأصلية واضاف لها شخصيات جديده لم تكن موجوده فى النص الأصلى وبالتأكيد سيغير فى سير أحداث الرواية ، لكن سرعان ماتبددت هذه المخاوف بعدما شاهدت أول مشهد من الفيلم والذى بالطبع لم تسرده الرواية ألا وهى مذبحة دنشواى سنة 1907.
لم اتوقف عن الترقب للحظة وأنا اشاهد هذه اللحظات العصيبة برغم أنى على دراية ومعرفه أكيده بما حدث من كتب التاريخ ومن أعمال دراميه آخرى مثلت هذه المذبحة الشنيعة ، لكن هذه المره رأيتها كأنى اراها لأول مره والمشانق التى نصبها الاستعمار للفلاحين الذين دافعوا عن أرضهم كانى اراها لأول مره ، حتى أحداث نقل اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى عن مصر بسبب هذه الحادثة كأنها تقع على أذنى لأول مره برغم يقينى بما حدث بعدها، للسرعان ماتنقلنا كاميرا مروان حامد لزمن القصة الحقيقة 1919 لتبدا القصة وتتصاعد الأحداث بشكل تدريجى مابين مشاجرات فى حارات مصر وقتل ومطارادات بين المقاومة الشعبية والاستعمار الانجليزى وخيانه فى صفوف المقاومة ومظاهرات شعبية وقتل عزل ابرياء فى صحراء سيناء برصاص الجيش الانجليزى وتهديد الجنود المصريين بقتل من يتمرد منهم ومن لا ينفذ الأوامر ليقتل المصرى أخوه حتى لايُقتل.
أحداث فيلم كثيره لأنها تسرد فتره عصيبة فى تاريخ مصر الحديث وتتناول الأحداث كل شخصية من أفراد المقاومة وتاريخه ليتعرف المشاهد عليهم دون ان يقحمه المخرج بشكل عشوائى فى الأحداث مما تسبب فى طول أحداث الفيلم خاصة كثرة المعارك والمطاردات وبرغم ذلك لم اشعر بطول مدة عرضه واستمتعت بها بل تعاطفت مع الشخصيات.
انتظرت بشوق للنهاية برغم علمى بأحداثها من الرواية لكنى كنت متشوقة من مخرج العمل أن يخبرنا كجمهور بمن هو أحمد كيره الاصلى وعبد القادر الجن ودولت فهمى ؟ هل هم شخصيات حقيقية أم هم من وحى خيال المؤلف ؟
صورةحقيقية تجمع كيره والجن
فالأجابة ستصدمك عزيزى القارئ ، فعبدالقادر الجن وكيره شخصيات حقيقية وأبطال فى المقاومة الشعبية وساهما فى تأسيس المقاومة الشعبية وتنفيذ بعض العمليات التى كبدت الاستعمار الانجليزى خسائر فادحة ، لكن مخرج العمل حرمنا من أن نشاهد صورهم الحقيقة ونتعرف عليهم بعد طيلة هذه السنوات.
لم يذكر لنا التاريخ اسماء هؤلاء الأبطال وبعد اكثر من مائة عام علمنا بحقيقتهم لكن دون التنويه أن هؤلاء الأبطال ضحوا بحياتها لتنال بلادهم بالاستقلال حتى تحقق سنة 1954 بعدما دام الاستعمار أكثر من 70 عاماً من ذل وقهر وقتل وإضعاف وتخريب الاقتصاد القومى ،ليحتفل به من تبقى من المقاومة التى طالما حلمت بهذا اليوم وتمنى أن يشهد إجلاء الانجليز كل من ساهم وقاوم وضحى بكل غالى ونفيس لتحرير بلاده من الاستعمار البغيض.
سلاماً على كل فقيد وشهيد ضحى بحياته لاستعاده أرضه من الاحتلال حتى وإن لم يذكر اسمه فى كتب التاريخ ،فإن تناستهم أقلام المؤرخين لن يناسهم كل قلم حر يريد أن يرجع الفضل لصاحبه.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات