هل تظن أن سجين وسجان تربطهما صداقة قوية تدوم حتى الممات؟ لا أظن، لكنها حدثت بالفعل وخير دليل قصة فيلمنا
هل تظن أن تجمع بين السجين والسجان علاقة صداقة قوية حتى الممات؟لاتظن أليس كذلك،لكنها حدثت بالفعل.
لاتندهش عزيزى القارئ،فبطل هذه القصة المهندس لوماكس المولع بالقطارات عاش اسوء فترات حياته أبان الحرب العالمية الثانية عندما وقع أسيراً مع كتيبته فى يد الجيش اليابانى وذاقوا كل أنواع التعذيب النفسى فى الأسر،
هكذاهى الحرب.
اقترح لوماكس على فرقته أن يصنعوا راديوا بدائى يستقبلوا به فقط الاشاارت ليعلموا أخبارالحرب وبلادهم ولانهم معزولين عن العالم بمعنى الكلمة ويبعدوا آلاف الكيلومترات عن أوطانهم
المهندس أيريك لوماكس
بالفعل صنعوا رديوا بدائى الصنع من المعدات التى اخذوها معهم من معسكرهم قبل الأسر،علموا أن الحلفاء حققوا انتصارات عده فى أوروبا وىالشرق الأوسط وأن اليابان دُمر جزء كبير من قراهاومدنها،
مرر لوماكس وزملاءه هذه الأخبار ليطمئنوا من معهم من الأسرى أنهم انتصروا وعلى وشك أن يحررهم الجيش الانجليزى،
لكن سرعان ماانكشف أمر الراديو ورسومات رسمها لوماكس بخصوص سكك حديدية يريد الجيش اليابانى تنفيذها بين الغابات وحواف الجبال مما يجعل فى تنفيذها استحالة لخطورة تنفيذها على ارض الواقع واستغلال أهل القرى بالسخرى لتنفيذ هذا المشروع العملاق الذى يخدم الجيش اليابانى فقط.
صادرالجيش اليابانى الردايو والرسومات واتهم فرقة لوماكس بالخيانة العظمى وعقوباتها الاعدام،ليعترف لوماكس أنه من صنع هذاالراديوا ليلقى عقاباً شديداً وضرباً مبرحاً حتى انكسرت عظام يديه من قبل مترجم اليابانى ونقلوه لمكان ابعد ليتوعد له الاخير انه لن يبقى على قيد الحياة وانه سيموت لامحالة .
تم حبسه فى قفص صغير جداً مصنوع من البامبو مقيداً يداه ليرى الموت بعينه من ضرب وتعذيب بالماء محاولة منهم أن يجبروه بالاعترف انه يتخابر مع الصينين وأنه يحاول أن يوضح لهم أنه مجرد راديوا استقبال وانه لا يتخابر مع أى جهة انه صنع الراديوا فقط ليعلم أخبار الحرب .
ممااغضب المترجم و الضابط اليابانى خاصة عندما اخبرهم أن بلادهم دًمرت،لم يصدق المترجم وقال له أذا انهارت بلادنا سنموت بشرف.
ظل لوماكس فى هذه الغرفة عشرات الأيام يعذب حتى كسروا عظام ساقيه وفكيه،حتى أمطرت السماء بارشواتات تحمل جنود من الجيش الانجليزى تحملهم الرياح إلى معسكر التعذيب ليحرروا جندوهم من الهوان ويقبضواعلى كل جنود الجيش اليابانى ويعملونهم بشكل لطيف ولائق،كماادعى ضابط الجيش الانجليزى،لتعلم أن المعاملة اللطيفة هى القتل والدفن فى الغابات ماعدا المترجم لم يقتل،بل ابقوا على حياته لانه ادعى انه شخص آخر.
ظل الاخير مترجماً فى متحف الحرب الذى لم يبعد كثيراً عن معسكر التعذيب ويستقبل السائحين ويخبرهم بتاريخ المتحف طيلة هذه السنوات ومازال لوماكس يحلم بكابوس الغرفة الصغيرة.
التقى السجين بالسجان بعد مرور أكثر من عشرين عاماً لينتقم،بعدماابلغه صديق له أن المترجم الذى اذاقه العذاب على قيد الحياة.
لم يتردد لوماكس أن يذهب اليه بعدما تغيرت ملامحهما،لكنه تعرف عليه وابلغه أنه السجين لوماكس ليندهش المترجم أنه مازال على قيد الحياة ليسأله لوماكس نفس السؤال،ليعترف له أنه يحاول أن ينسى طيلة هذه السنين ليذكره لوماكس بمافعل.
امسك لوماكس بالخشبه ليكسر بهاعظام يده كمافعل به فى الماضى لكنه لم يستطع أن يفعل ذلك
وبدلاًمن أن يكسر عظامه كسر الطاولة، دفعه بقوه إلى آحدى الأقفاص الصغيرة ليحبسه داخلها ويشعره بمرارة الحبس فيها كالحيوانات،حتى بكى المترجم وقال له أنه كان مخدوعاً ظناً منه أن بلاده لن تهزم .
تفاجأ المترجم من لوماكس الذى بدوره أطلق سراحه وسلمه رسالة فحواها أنه سامحه على مافعل به وماسبب له من آلام نفسية،ليتحول كل هذا الكره والحقد والانتقام إلى صداقة وطيده تجمعهما حتى الممات
صورة تجمع الابطال الحقيقين لهذه القصة
توفى المترجم سنة 2011 ليلحق به صديقه لوماكس2012.كتب لوماكس قصة حياته ونشرها سنة 1995 لتحصد العديد من الجوائز والاهم من ذلك تعلمنا التسامح والعفو ليصدق المثل الذى يقول مامحبة إلابعد عداوة.
واحياءاً لذكراهم وتخليدها تم عمل فيلم يتناول أحداث الرواية التى كتبها لوماكس وتم انتاجه سنة 2014
ليخبرنا عن أجمل قصة انسانية حدثت أثناء الحرب بمعنى الكلمة.
فهل صدقت كلمة مامحبة ألا بعد عدواة أم لك رأى أخر عزيزى القارئ؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات