حوار شيق دار بين الولد وأمه عن درس فى كتاب التاريخ عن شخصية الحاكم بأمر الله

ذهب الولد لامه ممسكاً بكتابه الدراسى متأفف من عدم فهمه لدرسه وغمم قائلاً

- يوووه الدرس ده صعب قوى


جائت الأم بدورها ممسكة بالكتاب

- العيب آذن فى الكتاب .


ضحك الولد من فراسة أمه وقررت أن تصير هى الكتاب

- ممم الحاكم بأمر الله ابن العزيز بالله الفاطمى


قال الولد " انه رجل قوى "

ردت أمه " وكان عند المصريين عصى"

واستكملت حديثها " وعند الشوام نبى "

قال الولد فى استغراب " كيف هذا أن يجمع بين العصى والنبى؟"

قالت الأم " هذا الرجل غامضاً فى كتب التاريخ فمنهم من قال أنه تقى

وآقلام آخرى وصفته بالشقى "

"شيئاً عجيب" قال الابن

" الم أقل لك أن الحاكم رجل غامض ومفترى عليه وظالم فى روايات المؤرخين "

" لماذا كل هذا اللغط على رجل فاطمى ؟"

" الفاطميون يابنى جائوا من بلاد المغاربة ، نسبوا أنفسهم لفاطمة الزهراء بنت النبى ،حكموا مصر فتره من الزمان وكانوا شيعة المذهب وبنوا الأزهر الشريف ليصير منبر لهم ، وجعلوا قاهرة المعز عاصمة لهم ،شيدوا لها الأسوار وصارت القاهرة مدينة حصينة لا يدخلها الناس إلا بأذن من حاكم المدينة "

" اتقصدين يا أمى مسجد الأزهر كان شيعياً "

- بُنى لهذا الغرض ، لكنه صار لأهل السنة والجماعة فيما بعد ، وانفصلت البلاد عن الحكم العباسى وصارت مصر بلد مستقل تدين بالمذهب الشيعى.


- وأهل مصر تشيعوا؟ سال الولد أمه


- ظلوا على مذهب السنة فى عصر الفاطمين وبعدها


- والحاكم بامر لله، ماذ فعل؟


- حكم البلاد فى سن صغير ومستشاره برجوان استغل صغر سنه وحكم البلاد نيابة عنه ، وصارت معارك كبيره بينه وبين ابن عمار أمين الدولة على حكم البلاد وبسبب الصراع اتقسمت البلاد لأحزاب


- والحاكم بأمر الله ترك لهم الحكم ؟


- قتل برجوان وأمر جنوده بقتل ابن عمار واستأثر بالحكم لنفسه وبدأ فى الاستبداد ومنع أكل الملووخية والجرجير بزعم أن ابن معاوية يأكلهما ومنع صلاة التروايح وكلمة الصلاة خير من النوم فى الفجر مدعياً أنهما من السنة ، والبس اليهود السواد والأجراس فى أعناقهم والمسيحيين صلبان ثقيلة لتمييزيهم عن المسلمين .


- هذا الرجل حقاً غريب!


- لم يكتف بفعل ذلك فحسم بل طلب من الناس فى السوق ألا يبعوا الأسماك بدون قشور واستباح دم المنجمون وأغلق المقاهى وأمر بقتل الكلاب ،وهناك ادعاءات انه كان يمنع الناس من ارتداء احذية فى أقدامهم منعاً من الازعاج


- أيمشون فى الأسواق حفاه! قالها الولد


- قد يكون إدعاء ، وطالب من الناس أن يعملوا بالليل ويناموا فى النهار.


ضحك الولد من كلام أمه

- لم يكتف الحاكم بكل هذا لكنه هدم جزء من كنيسة القيامة فى مدينة القدس وكان من ضمن أسباب شن الحروب الصليبية على البلاد

- لماذا كل هذا التعصب والتشدد ، وكيف لمثل هذا الرجل ان يصير حاكماً لمصر؟

- قال المؤرخين عنه أنه فى بدايه حكمه كان تقياً ، يحب الآدب والشعر والرسم وينشر العلم وأمر ببناء دار الحكمة، لكن سرعان ماتبدل حاله وادعى انه صورة من الاله بعث من الخالق لتقديسه

- ادعى أنه آله ؟!

- نعم ، طالب من الناس تبجيله وتقديسه لأنه أحل الآله فى شخصه

- وهل قدسوه ؟

- لم يفعلوا بل شتموه واتهموه بالخرف والعبث، فأحرق بيوتهم ودكاكينهم ، وصارت البلاد فى ثورة كبيرة

- وهل ظل الحاكم ملك البلاد ؟

- بل اختفى فى المقطم ولم يعثر على جثته فالمؤمنين به يدعوه انه صعد لسماء ، والناكرين لآلوهيته اكدوا انه عقاب الخالق على ما ادعاه .

- فعلاً يا امى هذا الرجل اتسم بالجنون مزج بين الريبة والغموض وحب العلم والفنون

- هل فهمت الدرس آذن؟ فأجابها بالإيجاب واحتضن الكتاب .



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات يلا نكتب مع مى عصمت

تدوينات ذات صلة