من يدير ميزانية الأسرة بشكل أفضل- المرأة أم الرجل؟
في مجتمعنا هذا، تعد إدارة ميزانية الأسرة مهمة حاسمة تتطلب الكثير من المهارة والمسؤولية. يتمتّع كل من الرجال والنساء بالقدرة والخبرة للتعامل مع ميزانية الأسرة بمسؤولية، ولكن السؤال هو من يديرها بشكل أفضل- المرأة أم الرجل؟
تقليديا، يتحمّل الرجال المسؤولية الأساسية للتعامل مع الشؤون المالية للأسرة. ومع ذلك، فقد شهد العصر الحديث تحولا نحو المسؤوليات المشتركة بين الشركاء والأزواج، وأصبحت النساء أكثر انخراطا في إدارة ميزانية الأسرة. قد يكون للمرأة أولويات مختلفة تجاه إدارة الشؤون المالية، ولكن قدرتها على التعامل مع الأموال معترف بها الآن على نطاق واسع.
تعرف النساء عادة بقدرتهم على توفير المال وجعل المدخرات أولية. غالبا ما يكونون ماهرين في تمديد الميزانية وجعلها تعمل إلى أقصى إمكاناتها. يمكن أن يعزى ذلك إلى قدرتهم على القيام بمهام متعددة والتوفيق بين المسؤوليات المختلفة، بما في ذلك إدارة المنزل ورعاية الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، تميل النساء إلى التركيز على التفاصيل أكثر من الرجال، مما يمكن أن يساعدهم في إدارة الشؤون المالية للأسرة بشكل أكثر فعالية حيث من المرجح أن يكونوا أكثر حذرا بشأن تتبع النفقات.
من ناحية أخرى، يعرف الرجال بقدرتهم على كسب المال وإدارة الاستثمارات. غالبا ما يكون لديهم معرفة مالية أكثر ومجهزين بشكل أفضل للتعامل مع الأمور المالية المعقدة، مثل الاستثمارات في الأسهم أو العقارات. من المرجح أيضا أن يخاطر الرجال بأموالهم، والتي يمكن أن تؤتي ثمارها في بعض الأحيان في شكل عوائد أعلى.
تقول المتخصصة المالية "الكساندرا باباس" أن النساء يديروا ميزانية الأسرة بشكل أفضل من الرجال وذلك لأن:
- النساء أكثر حذرا من الرجال. تزن النساء جميع الإيجابيات والسلبيات وتكون أكثر حذرا بشأن النفقات المحتملة. لذلك، حسب الجنس تميل النساء إلى أن تكون أقل مخاطرة، وعندما يتعلق الأمر بإدارة الأموال، تقل احتمالية خسارة النساء مدخراتهم في بيئة أكثر خطورة.
- النساء على استعداد لقبول أنهم ليسوا خبراء في كل شيء ولا يخجلن من طلب المساعدة لتحقيق أهدافهم المالية، فهم يسعون للحصول على إجابات من شخص لديه ثروة من المعرفة على عكس الرجال.
- النساء يميلون إلى كتابة أهدافهم وتخطيط طريقهم خطوة بخطوة. فعندما يتعلق الأمر بإدارة الأموال، من المهم أن يكون لديك أهداف محددة ومهمة وقابلة للقياس. [1]
بينما يقول الاستراتيجي المالي "لاتشلان ميرامز" أن الرجال أفضل من النساء في إدارة ميزانية الأسرة وذلك لأن:
- الرجال يميلون كجنس إلى القيام بعمليات شراء أكثر اقتصادية وعملية.
- يميل الرجال إلى مقارنة العروض وتحديد المزايا قبل إجراء أي معاملة عندما يتعلق الأمر، بالمرافق، والتأمين، وتكاليف الهاتف، والانترنت. ثم القيام بعد ذلك بمراقبة ومراجعة هذه القرارات كل 12 شهرا لضمان بقاء صفقاتهم في أفضل حالاتها.
- عند البحث عن عملية شراء، من المرجح أن يقارن الرجال ميزات المنتج للحصول على أفضل صفقة. على سبيل المثال، يعتمد شراء سيارة على حجم المحرّك والأداء والراحة الداخلية والميزانية، ولا يؤثر اللون على عملية اتخاذ القرار.
- يفضل الرجال التخطيط لنفقاتهم مسبقا. حيث يقرر الرجال المشتريات التي يحتاجونها ويخططون لتلك المشتريات. النفقات غير المخطط لها يمكن أن تثقل كاهل الرجال بسبب نقص فرص التخطيط.
- عندما يتعلّق الأمر بالميزانية والتمويل، يفكر العديد من الرجال في التقاعد والاحتياجات المستقبلية. فهم يميلون إلى التركيز على توفير الاحتياجات المستقبلية لأنفسهم وأسرهم. فمن المرجح أن يرغب الرجال في حماية الدخل ومنتجات التأمين التي ستحميهم واحتياجات أسرهم المستقبلية. هذا يعطي الرجال ميزة طبيعية في إدارة شؤونهم.
- تطبيقات المال وغيرها من أدوات التكنولوجيا الرقمية المماثلة هي الألعاب المفضلة للرجال عندما يتعلق الأمر بإدارة الأموال. هذه ميزة طبيعية لتتبع أهدافك النقدية والوصول إليها. حيث يستمتع الرجال بقضاء الوقت في جداول البيانات التفصيلية أكثر من النساء.
هذا يعني أن القدرة على إدارة ميزانية الأسرة لا تعتمد على الجنس فقط، بل على مهارات الأفراد ومعرفتهم في إدارة الأموال. يتمتع كل من الرجال والنساء بالقدرة على أن يكونوا فعّالين في إدارة ميزانية الأسرة، ولكن قد يكون لديهم أساليب مختلفة. فمن الصعب تحديد من هو الأكثر قدرة على إدارة ميزانية الأسرة. يعتمد ذلك على عوامل مثل المهارات الفردية والمعرفة ونهج إدارة الأموال. ما هو مؤكّد هو أن كلا من الرجال والنساء بحاجة إلى العمل معا والتواصل بشكل مفتوح واتخاذ قرارات مشتركة لضمان إدارة الشؤون المالية للأسرة بشكل فعّال. [1]
خطط لضبط ميزانية الأسرة:
في تقرير نشرته مجلة La Familia الإسبانية، وجد المؤلف "فرانسيسكو غرا" أنّ الآباء يدلّلون أطفالهم منذ ولادتهم، حيث يدلّلونهم بالملابس والألعاب الإلكترونية والهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون الشخصية وأجهزة الحاسوب اللوحية والدراجات النارية والسيارات وغيرها من الأشياء باهظة الثمن. نتيجة لذلك، اعتاد أطفالنا على الحصول على ما يريدون دون بذل أي جهد. هذا يعني أن شخصياتهم لن تتغير أبدًا ولن يكونوا قادرين على تحمّل المسؤوليات العائلية الحالية أو المستقبلية. في الواقع، هذا هو أقصر طريق لتكوين مجتمع يفتقر إلى التضامن بسبب عدم وجود الفضائل والقيم. [2]
إليك بعض الخطط التي اقترحتها مدرسة "بادريس مي كومبري" لضبط ميزانية الأسرة:
- إهدار المال والطعام، سواء في المطعم أو في المنزل، هو مثال سيء يقدمه الآباء لأطفالهم في ظل عدم وجود قواعد لتعليمهم التحكم في كمية وجودة وسعر الطعام الذي يمكنهم استهلاكه يوميا.
- يجب التفكير ماليا في الأشياء التي لدينا قبل التفكير في استبدالها، مثل تبديل الهاتف الخلوي لمجرد ظهور نموذج جديد أفضل.
- بدلا من الالتزام بتعليم أطفالهم القيم الإنسانية والفضائل، يميل بعض الآباء إلى تلبية طلبات أبنائهم الحينية من خلال شراء الهدايا غير المبررة تجنبا للمشاكل والفوضى. [2]
مزايا وضع ميزانية الأسرة:
يمكن للعائلات جني الفوائد المالية التالية عندما تنشئ ميزانية عائلية بشكل منتظم:
- تساعد على تجنب أي أزمات مالية.
- تساعد على زيادة وعي الأسرة بوضعها المادي.
- تساعد في تحديد أهداف الأسرة، واحتياجاتها الفعلية.
- تحاول تلبية الاحتياجات حسب الأولوية.
- تجعل العائلات قادرة على العيش على دخلها فقط.
- تعلم الأسرة كيفية إدارة مواردها على الوجه الأكمل.
- تعطي الفرصة للأسر لتحسين وضعها المالي. [3]
المصادر والمراجع المعتمدة:
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات