عن ملهم في فوضى مواقع التواصل,وكيف يؤثر استخدامها على أداء الدماغ.



في سبيل الأرباح، الدعاية والإعلان، الدراسات والبحوث، وغيرها من الغايات، يتواجد الملايين حول العالم-وهو رقم قابل للنمو أُسيّا- يوميا على مواقع التواصل الإجتماعي بمعدل 4-5 ساعات يومياً، قابل للتزايد وفقا للحاجة الملحة، وخاصة في أوج استجابتنا للجائحة العالمية؛ انتشار وباء كوفيد - 19، حيث خلال ما لا يزيد عن بضع ساعات، تحول الواقع لافتراض، أو ربما أصبح الافتراض واقِعًا، وأخذت الكاميرات وشاشات الهواتف تصبح قاعات للاجتماعات، غرف صفية، مكاتب عمل... وغيرها من الأماكن التي بات وجودها الفيزيائي بلا جدوى، وهو ما يُتوقع البقاء عليه لما لا يقل عن 10 أعوام قادمة، ولهذا فتزايد معدل ساعات المكوث أمام شاشات الهواتف أمرٌ محسوم،إذاً لنستعد للقادم.

تخيل عزيزي، انك تحضر إحدى جلسات الأونلاين عبر هاتفك، ولنكن واقعيين، أن اليسر في العملية يفرض نفسه، فأنا عن نفسي حضرت محاضرات، جامعية كانت أو غيرها، من السيارة في الطريق وفي زوايا مختلفة من المنزل او خارجه ، دون أي انتقاص من قيمة المادة المطروحة أو الشخص المحاضِر، إذا لنعد نتخيل بواقعية أنك تمسك هاتفك لحضور الجلسة الافتراضية، ولا تنقر في نهايتها، أو حتى خلالها ،على أي من تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، أنا أتحدى أن تقاوم فكرة أن تدخل لتتابع اخر المستجدات وتلقي نظرة على آخر الأحداث، إلا في حالة ان هاتفك لا يحمل اي من هذه التطبيقات مطلقا، واحتمال ذلك ضعيف.


من هنا نتوقع زيادة في التعلق بالهواتف والاجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي تدريجياً، ومنه تأثير تلك المواقع على كيان المستخدم ككل، و جوانب حياته كاملةً. من عوامل الوقت والتأخير، لعوامل الصحة الجسدية وملحقاتها على الصحة النفسية وأسلوب التفكير. فساعة واحدة على انستجرام مثلا كفيلة أن تجعلك توجه لنفسك عدد جيّد من الأسئلة حول نفسك ومعطيات حياتك وغيرها من النعم التي تصبح جاهلا بها بفعل المقارنة المستمرة بما نراه على الإنترنت وما هو في الواقع، أو ما نحن عليه في الواقع،فتصبح ال (لماذا أنا...؟) عوضا عن( الحمد لله).

من هنا انطلَقْتُ بالشكر لملهم والعاملين عليه. حين يعمل موقع بكافة كوادره على تقديم محتوى ينهض بمستخدمي الشبكة جامعة العالم، ويجبرهم على شحن ذواتهم بالقصص والخبرات والمعارف الملهمة، ويغير من مفهوم التواصل الاجتماعي، من قشور اليوميات، إلى جرعة إيجابية مميزة تعطي لكل يوم معناه، ويوطّد تواجد اللغة العربية على الإنترنت ويثريه.

لتصل الفكرة أكثر، وتتجلى أبعد من كونها حديث عن موقع أو إنجاز رقمي، وتبتعد كل البعد عن منحى الدعاية و الترويج، سأكتفي باقتراح هذا التمرين :أن نضمّن قراءة مقالتين مثلا على منصة ملهم خلال الأربع ساعات - على الأقل - نقضيها يوميا على مواقع التواصل، فنثري طبيعة المحتوى الذي يعرض على عقولنا خلال النهار، ويا روعة أن تجد محتوى يشبه هدفك يلهمك بخطوة أقرب لتحقيقه!

جُلّ غايتي من هذه التدوينة، أن أسلط الضوء على حقيقة أن دماغك يصدّق بل يمتص كل ما يعرض عليه من كافة حواسك، دلّل دماغك اليوم بجرعة ملهمة من مُلهم!


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ليان سواقد

تدوينات ذات صلة