تأثير اللغة على المتكلم و المتلقي ، و قدرة الكلمات على التأثير على الإنجاز.

ما نفع اللغات كلّها حين لا تتمكّن ولا كلمة واحدة من إزاحة هذا الرّكام؟ - عيسى مخلوف


إننا لنتغذّى على الحوافز، لإنجازنا هي كالهرمونات مسرِّعة النمو، ومضاعِفة الإنتاج؛ قد يصل اثنان لنفس النتيجة، لكن بوقت مختلف ومسيرة متباينة التفاصيل، ويكون العامل الفارق هو الحافز، البيئة المحيطة والعامل النفسي، ترابطهما و مخرجاته.فوصول المتسابقينَ متأثرٌ بمجموعة عواملٍ أغلبها من البيئة المحيطة، أو الصّوت الدّاخليّ. إنَّ متعة الواصلِ للهدف بالمرور بطريق مزيَّن الجانبين بالثّقة، والفخر، والتصفيق المتكرر من الأشخاص المناسبين، هي حتمًا أغنى من متعة الواصل مجبَرًا مكرَهًا، تخلو رحلته من الامتنان والحمد المتتالي.وبشكلٍ متوازٍ ، تسير فاعليّة طرق التشجيع المتعدِّدة،والمغلَّفة بفن تفسيرها وامتصاصها من الجوار، كلمات تقع على مسامعنا لحنًا ثوريّا تكون، يوقظ كل ما في نفسنا من قوة ظاهرة أو دفينه، لجمالها تراها تُكسِبك خِفّة، لمجرد توجيهها حتّىٰ ليس سماعها فقط، إنّ المبادرة بتقديم الدعم والتشجيع ليست أقل شأنًا من تلقّيهما.وإن من أعمق ما قيل في الحوافز و رفع المعنويات :أنت فاشل!قد تحفزك دعوة، أو ثقة عزيز بقرب إنجازك، و يقين محيطكَ بوصولك، لكن كلمة انتقاص من مجهودك، وتقليل من قيمة عملك، تضاعِف تركيزك على الهدف أضعاف ما تقوم به الكلمات الإيجابيّة، حاول أن تقهر:كل من استخفّ -وإن كنت أنت- بنفسك،أن تُخرّس ذلك الصوت الذي يردّد عبارات ضعفك، وصداه، اجعل كل من راهن على سقوطك، سُلّمك الثابت للصعود.ربما بكوننا نحن البشر مَن وضَعنا للّغة كلماتها، بتشكيل حروفها وصياغتها في جمل، ارتبطت كل كلمه بموقفها وما يتبعه من مشاعر وترتيبات، قد نكون أخفقنا منذ البداية، أو عبر الزمن، بتفهم معنى كلمه، أو قيّدنا تسلسل حروفٍ بكلمة، بمعنى واحد، فتُشقينا كلمة وقعَتْ على مسمعنا، أو تزعجنا طويلاً، ونكون بذلك أتينا بفرصة سلبية ، نتسبب عن طريقها بإيذاء شخص، أو تكون البشرية اتّخذتها وسيلة للإحباط، وذلك منذ الخروج لأول بنت شفة، وأخواتها من بعدها.

يقال أن اللّغة تساهم بجزء جيد من ثقافات الشعوب، فتعالوا معي نتخيّل؛ ليس هنالك كلمات إحباط، أو تهبيط معنويات، أو تثبيط عزيمة، تشاؤم، توقعات سلبيّة أو تعابير تصف سيئًا حدث، ربما كنا الآن مُجبَرين على رؤية الجميل من الأمور، اللامع في الأشخاص، والجزء الممتلئ دائما من الكأس. وكلمة فشل، الحافز الأكبر، ومحاولة التثبيط من المُضي قدما وقودًا لا ينفذ. لقد قرأتُ يوماً :أن الأشياء ليست كما هي، بل كما نحن نراها.

لذا لنعِد ترتيب أولويات النظر لنرى الخيّر من المتاح ، من أخبرك يوما متوعِّدا بربح الرهان أنك لن تصل، اجعله يسدد شرط الرهان ذاته لكَ، أيقظ كل ما تعلمته في اللغة من جديد، تعلم كلمات الفخر، واستخدم عبارات الشماتة وقود، لتكن نظرات الغيرة من انجازك طعامك المغذّي، اهتم بعقلك، وأُعِيد؛ تعلَّمْ اللغة من جديد، رتّب مفاهيمك لصالحك، واجعلهم يراهنون على سقوطك كثيرا، فكلما زادت جودة الوقود، عَظُمَت نجاحات محاولاتك،إنها قوة اللغة.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ليان سواقد

تدوينات ذات صلة