التدخين يقتل حياتك و من حولك قبل ان ينتقل لجسدك. دخن سيجارتك الاخيرة اليوم و بفخر عد نفسك الا تعود.

من هذا الكاذب الذي أخبرك أن السيجارة تقتل.السيجارة هي خليط من الفشل، قلة المسؤولية، عدم تقدير نعمة الله، أسنان سوداء، سنحة رمادية، شفاه قاتمة، الأنانية، العجز المادي و التدهور النفسي. لكن أين الموت ضمن كل هذه المواد.

من أخبرك أن السيجارة تعني الموت لم يشرح لك بالضبط أي نوع الموت يقصد. ربما لم يكن في نواياه أن يشير إلى اللحظة التي تغتسل من أدران الدنيا و تركب الهودج وسط البياض. هذا موت ينتظرنا جميعا، هو يقصد لك الموت و أنت حي. أنت تدخن إذن أنت ميت رغم تلك الروح التي تجري دواخلك، رغم قلبك الذي يخفق. حكمت على نفسك بأن تكون غير مسؤول، عن كل قطرة عرق سالت على جبين الأم وهي ترضعك في أحشاء الليل الباردة. غير مسؤول عن أعضاء جسمك التي مدك الله بها كاملة تحت إسم ثقيل و هو الأمانة و ما أدراك ما الأمانة. غير مسؤول أمام كل من يكن لك المحبة و العز و سوف تغادرهم مبكرا برئة عاجزة عن مد جسمك بالأكسجين لتنطق: " أحبكم".

اللحظة الأولى التي وضعت السموم على شفاهك هي لحظة ضعف و إنكسار و إنسياق أمام المجهول. يمكننا أن نغفر لك على تلك الثانية اللعينة، ضميرك الذي يزعجك بأنك عاصي سوف يغفر لك ذاك القرار أيضا. ما لا يغتفر هو إستمرارك في مراكمة الرماد والدخان العفن في دواخلك، و مع كل قطرة سواد تتلاشى البراءة و الحنان و الهدوء. و مع كل سيجارة ماتت تحت حذائك، تروض وحشا عنيفا خارج عن وعيه لا يعرف الصديق من العدو. مع كل نفخت للقذارة من أنفك، الأنانية في مهدها تكبر. تترعرع وسط دماغك و تتلاعب به كما تشاء.تصبح أنانيا حين لا تفكر في من رباك و من يحبك و من خلقك، تفكر في إشباع إدمانك فقط. تصبح أنانيا حين يخاطبك ضميرك من أجل أن تثور على إدمانك، لكنك تخونه مع السيجارة. تصبح أنانيا حين تتراكم عليك طلبات إبنتك الصغيرة، لكن تفضل أن تصرف أموالك في إطعام وحشك القاتم. فتشعر الصغيرة بالحزن لأنها سوف تذهب للمدرسة مجددا دون فستان كفستان صديقتها و محفظة كمحفظة زميلتها في المقعد. ستكون أنانيا حين يطلب من إبنك أن يكتب موضوع إنشائي حول خطورة السجائر و هو يعلم أنه والده مدخن محترف من سنوات شبابه و يشوبه الإحراج و الخوف من الفقدان. ستجد نفسك أنانيا حين يتذكر الجميع أحبتهم بروائحهم و أنت عطرك الأبدي كان رائحة السجائر. أنت أناني مادمت سوف تستمر في التدخين.


لكن هل التدخين جعلك ضعيفا ؟ ربما نعم ربما لا. أنت وحدك من يمكنك إثبات الإجابة. تخلى عنه و سوف تنتصر و تزداد قوة و تتصالح مع ذاتك أولا.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مدونة رفوف

تدوينات ذات صلة