التنمية مفهومها ، مقارباتها، والتقسيمات الكبرى لها

تعتبر التنمية مصطلح صعب الإلمام به نظرا لتعدد و اختلاف معانيها و تطورها المستمر من الميدان الاقتصادي إلى ميادين أخرى، حيث شكلت التنمية هاجسا شغل مختلف دول العالم، فتعددت مقارباتها واختلفت مؤشرات قياساتها ومستوياتها.

فما مفهوم التنمية؟ وما هي أنواع المقاربات التنموية؟ وما خصائص توزيع مؤشر التنمية البشرية في العالم و العوامل المفسرة لذلك؟

مفهوم التنمية :

التنمية: التغيير الجذري و التطور الإيجابي الذي تشهدع كافة الميادين، أي النمو الاقتصادي وما يحدثه من تغيير في حياة الفرد والجماعة. ونميز في التنمية بين :

التنمية القتصادية: هو التطور الذي يطرأ على حجم الإنتاج الاقتصادي و الذي يؤدي إلى الرفع من حجم الداخلي الإجمالي.

التنمية البشرية: وهي مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى دعم قدرات الفرد وقياس وتحسين مستوى معيشته وأوضاعه الاجتماعية، ويعتمد على ثلاثة معايير:

  1. مستوى التعليم: يحدد بنسبة التمدرس والأمية.
  2. مستوى الرعاية الصحية: يحدد بمعدل وفيات الأطفال وأمد الحياة.
  3. مستوى الدخل الفردي: يحدد بقيمة الناتج الداخلي الخام والدخل الفردي.

ويرتبط مفهوم التنمية البشرية ب التنمية المستدامة والتي تهدف لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية والمحافظة على الموارد الطبيعية والاقتصادية واحترام البيئة في المشاريع التنموية بشكل يضمن حقوق الأجيال القادمة فيها (عقلنة الاستفادة من الثروات دون المساس بقدرة استفادة الأجيال القادمة).

المقاربات المعتمدة في دراسة مفهوم التنمية:

  • المقاربة الاقتصادية: ترتبط بالناتج الداخلي الخام ومعدل الدخل الفردي ونوع بنية الاقتصاد.
  • المقاربة الاجتماعية: تعتمد على مؤشرات اجتماعية نسبة الفقر والأمية والمساواة بين الجنسين والتأطير الطبي.
  • المقاربة الديمغرافية: تعتمد على مؤشرات معدل الولادات والوفيات، وثيرة النمو الديمغرافي امد الحياة،والانتقال الديمغرافي (الخصوبة).
  • المقاربة السياسية: تطور الديمقراطية وحفوف الإنسان في الدول النامية.
  • المقاربة البيئية: التنمية المستدامة ومراعاة البعد البيئي في مخططات التنمية.

التقسيمات الكبرى للتنمية:

يعرف العالم توزيع مؤشر التنمية البشرية بشكل متباين حيث ينقسم إلى قسمين:

دول الشمال: الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، أوربا الغربية وكندا ، تتميز هذه الدول بمؤشر تنمية مرتفع ما بين 0,8 و 1.

دول الجنوب: ونميز فيها بين:

الدول في طور النمو: كالصين، المغرب والبرازيل، وتعرف مؤشر تنمية متوسط ما بين 0,5 و 0,79.

الدول الفقيرة: تمثل معظم دول أفريقيا وتشهد مؤشر تنمية ضعيف ما بين 0 و 0,49.

ويرجع هذا التفاوت إلى عدة عوامل متداخلة :

  • العامل الجغرافي الطبيعي:يرتبط تأخر دول الجنوب بموقعها الجغرافي في النطاق المناخي الحار حيث قلة المياه والأراضي الزراعية، وقلة الغذاء في حين دول الشمال تقع في النطاق المعتدل البارد حيث وفرة التساقطات والأراضي الزراعية وفائض الإنتاج الفلاحي.
  • العامل الديمغرافي: وثيرة النمو الديمغرافي سريعة في دول الجنوب وبطيئة في دول الشمال (شيخوخة السكان).
  • العامل الاجتماعي: لدى دول الجنوب مشاكل اجتماعية مثل البطالة، الفقر، استمرار الأمية، ضعف الرعاية الصحية، التهديد بالمجاعات، عكس دول الشمال أمية شبه منعدمة، ارتفاع مستوى العيش، تعميم التغطية الصحية.
  • العامل الاقتصادي: تعتمد دول الشمال على أنظمة اقتصادية ليبرالية تشجع على المبادرة والمنافسة أما جول الجنوب فتعتمد أنظمة اقتصادية تقليدية موروثة عن الاستعمار لا تواكبها البنيات الاجتماعية المحلية، ارتفاع مديونية دول الجنوب اتجاه دول الشمال.
  • العامل التاريخي: خضعت دول الجنوب لتجربة الاستعمار من طرف دول الشمال واحتكرت خيراتها ومواردها الطاقية والمعدنية وفرضت عليها التبعية الاقتصادية.
  • العامل السياسي: في دول الجنوب،عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات، هشاشة أنطمة الحكم، غياب الديموقراطية، الفساد الإداري، انتهاك حقوق الإنسان وغياب المراقبة والمحاسبة، أما دول الشمال قوة الأنظمة السياسية المبنية على الديمقراطية ووعي الشعوب بواجباتها وحقوقها وسيادة القانون.

نخلص في الأخير، أن بين دول الشمال ودول الجنوب تفاوتات صارخة مرتبطة بعوامل خارحية و داخلية، ويتوقف رفع مؤشر التنمية البشرية بالمجهودات المبذولة في الدول النامية.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

hello

are you gat

إقرأ المزيد من تدوينات إحسان بحان

تدوينات ذات صلة