ذاك الشعور الذي يكونُ بداخلِ كلّ منا, ذاك الصراعً الذي لن ينتهِي!
"سقَطَت دمعةٌ بديعةٌ من وردةِ الوجدِ عند الباب " -تنيسون
في داخلي ..حُضُورٌ لفتاتين ،كِلتاهُما ترَيَان الجمال و تُجِلّانِه ..إحداهُما لازالت تؤوبُ كل ليلة لخيالات" فاطمة السمحة "، للضفائر الطويلة، للسماء ..للأشياء على سجيّتها.. على بيضتها الأولى قبل أن يمسّها أيُ تغيير .. كما في التراث تمامًا.
الأُخرى فُتِنت بما يُمكن أن تمنحها له الحياة إن هي أرادت .. أوكسفورد في الزاوية كأساسٍ لهذه المِنح التي قد تُلبّى يومًا كما قُلنا -إن هي أرادت - في رأسها -و فقط في رأسها- العالم معقودٌ على ناصية رغبَاتِها ..
تتقاتلان كل ليلة ..تطالِبُ كُلٌ منهُما بالحياة التي تُريد
الفتاتان تحلُمان برجل قد تلتقيانه صُدفة..يحبُها و تُحبه .. لنكُن واقعيين ..يُحبّها ..فهي دائماً ما كانت قادرة على المحبّة ..تحقيقاً لا قولاً ..
في بيتِ كلتا الفتاتين سيكون هناك قفصٌ للحمام ، جدارية على طول الحائط مملؤءة بصور من أحبّت ..غسّان كنفاني، رضوى، درويش،والداها و بقية الأصدقاء
شجرٌ و وردٌ ..في كِلا البيتين ..في بيت الحالِمة أو في بيت الأخرى ذات الضفائر
أستحضرُ أليف شافاق و كتابها" حليبٌ أسود" لا في تعدد شخصياتها "الصوفية و النِسوية و غيرِهِنّ" إنما تخبّط أليف ذاته بين ثنائيات "متزوجة -عزباء " ، "أم - أم تكتفي بكونها زوجة فقط " ،"تمضي وقتها في المطبخ- أم في المكتبة"..بعيداً عن مفاهيم اليوم لكن البنت واجهت صعوبة في فهم نفسها لا بسبب ما يُمليه المجتمع بل بسبب ما تُمليه عليها نفسها ،دائماً كانت تطمَعُ بالكثير في حين أنّ يديها فارِغتان و لا تلمسانِ شيئاً ..لا تلمسان و صوتٌ بداخلها يُخبرها بأنهما لن تلمَسان أيضاً
"الساحر" يقول لآذار نفيسي في روايتها " أن تقرأ لوليتا في طهران " إعقدي عزمك و لا تنظري خلفك لأنك سترينَ ما فوّته ،على المرء أن يُفوّت شيئاً او ربما أشياء .. دائمًا ..و لا أحد سيَسعَد حتماً بما سيجنيه في النهاية
كالعادة أقِف لأتعجّب من تعقيدات حيواتنا نحن الفتيات و الخيارات التي يتوجّب علينا تحديدها في سنّ قصير..عشرون عامٍ مثلاً .. الرجال لا يملكون شيئاً ليخسروه باديء زي بدء أضف إلى ذلك كون أنّ خياراتَهم محسومة منذ البداية ..غير أننا جميعًا رِجالاً و نِساءً, خائفون
أفترِضُ هذا علّه يُخفف ريبتي ..يشعرني بأنني لست الوحيدة
في فيلم "Edge Of Seventeen" تقول الأم لإبنتها المُراهِقة :
"Everyone is as meisrable & Empty as me , they're just good at pretending "
كل ليلة ..كل ليلة أنام خائفة من أن أحيد عن الصواب أتذكّر هذا و أبتسم ..
ماذا إن راودتك نوبات الإكتئاب مرة أخرى ؟ لا بأس كلنا كذلك
ماذا إن لم أقع في الحب؟ لا بأس لا يقعُ كل الناس في الحب عادة
ماذا إن لم أجتز الجامعة؟ لا بأس ..هذا عاديّ
"كم بدت جميلة الحياة ،كم هي حُلوُة مُكآفاتُها و كم بدت ضئيلة تلك الظُلمة و تلك الضغينة و كم هي بديعة صداقات المرء بين أقرانه و هو يُشعِلُ سيجارةً جيّدة و يغوص وسط الوسائد الوثيرة في جانِبِ النافِذة" .
ماذا إن فقدتُ صديقتي ؟ لا بأس أيضاً.. اذاً ماذا إن لم أملك لا الحلم الذي أردته و لا سكون الضفائر و الحمام ؟ حينها مخزوني من ال "لا بأس " ينفذ ..و حينها فقط أقفُ أمام قِلّة حيلتي ..أتصوّر أيضاً أن واحدة من رحماتِ الله التي أمتنَّ بها على الإنسان عموماً أن غرسَ فيه هذه القناعة..أنه ضعيف و قليل حيلةٍ لولا حول الله و قوّته
الثنائيات لا تزال تضرِبُ في رأسي و شعوري الدائم بأني لا أستقرّ على قرار يُرعِبُني ..ليس الشعور نفسه بل الخطأ الذي قد أرتكِبه إن فضّلتُ إحدى الفتاتين على أُختِها..أي خطأ فادِحٍ سيكون!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
رائعة وسيبقى هذا الحال إلى أن يرشدك الطريق لنفسه .. لا شئ يمضي عبثا ولكنها أقدارنا .. مبدعة 🤩🤩🤩