على الرغم من فوائده، يثير الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول الخصوصية، حيث يعتمد على بيانات المستخدمين التي نقدمها بشكل مجاني.

اعتقد أن معظم الموظفين ورجال الأعمال وأيضاً الطلاب استخدموا الذكاء الاصطناعي من باب الفضول، وهنا اتحدث عن ChatGPT, وGemini وغيرها من وسائل الذكاء الاصطناعي الرقمية، حيث أنه يوفر العديد من الخدمات في مختلف المجالات، من التجارة الإلكترونية إلى الطب، ومن الترفيه إلى الصناعة، ومن صناعة المحتوى إلى تطوير الأعمال، ومع ذلك، يبقى السؤال المحير هو: هل يساعد الذكاء الاصطناعي البشر فقط، أم أننا نساعده نحن؟



عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي، نتذكر غالبًا التقنيات التي تقدم حلاً فعالًا للمشاكل التقنية، فهو يتيح للبرامج والأجهزة القدرة على التعلم والتكيف، مما يجعلها أكثر ذكاءً بمرور الوقت، تقوم الأنظمة بالتنبؤ بالسلوكيات، وتحسين الأداء، وتقديم حلول سريعة للمشاكل المعقدة التي كان من الصعب حلها في الماضي.


في الحياة اليومية


توفر التطبيقات المبتكرة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تجارب مستخدم فائقة السلاسة، مثل تلك التي نجدها في تطبيقات التنبؤ بالمرور أو في التسوق عبر الإنترنت، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحسين خدمات العملاء، وتخصيص العروض، وتحليل البيانات بسرعة وفعالية.


ولاحظنا منذ السنة الماضية الاستخدام المتزايد لـ تقنيات مثل ChatGPT و Gemini من قبل الموظفين والطلاب، بهدف انجاز عملهم والاستفادة من وقتهم بأمور اخرى.


لابد أنك لاحظت توصية الذكاء الاصطناعي بضرورة التحقق من المحتوى او التحقق من المعلومات من مصادر موثقة والتي تمت كتابتها ومراجعتها من قبل الانسان قبل النشر والمشاركة، وتسائلت، هل يمكنني اعطاء الذكاء الاصطناعي الثقة الكاملة؟ اجابتي لكم هي لا، لعدة اسباب، منها:


  1. الذكاء الاصطناعي أداة لمساعدتنا وليس للاعتماد الكامل عليه! فكثيرًا ما تختلط إجاباته بمعلومات ليست صحيحة، لذا يجب علينا التحقق من صحة المعلومات قبل اتخاذ أي قرار بناءً عليها.
  2. الذكاء الاصطناعي بعتمد على المعلومات والبيانات المنشورة على الانترنت، ونعلم أن الكثير من المقالات المنشورة او المعلومات المتواجدة مبنية على الاشاعات او المعلومات الخاطئة.
  3. يساهم التحقق من المصادر في تجنب انتشار المعلومات الزائفة والمضللة، مما يحافظ على نقاء المعلومات على الإنترنت.
  4. يعزز التحقق من المصادر من قدرتنا على فهم متعمق للموضوعات المعقدة والمتغيرة، مما يسهم في تفاعلنا الذكي مع التكنولوجيا والمحتوى الرقمي.
  5. يمكننا من اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية وموثوقة، مما يسهم في تقدمنا الشخصي والمهني في مجتمع المعرفة اليومي.
  6. بالإضافة إلى ذلك، قد تحدث حالات تشويش في تحليل البيانات عندما يتم توصيل أفكار بشكل غير صحيح، كما يحدث في بعض الأحيان عند البحث عن اسم لشخص معين. فقد يقدم لك التحليل الآلي بيانات عن أشخاص مختلفين يحملون نفس الاسم، مما قد يؤدي إلى خلق شخصية غير حقيقية أو مضللة.


الفضل يعود للإنسان!


صحيح أن الذكاء الاصطناعي سهل علينا الكثير، وفي عالم الأعمال ساهم كثيرا في ومع ذلك، فإن الفضل لا يكون حصريًا للذكاء الاصطناعي. فالإنسان هو من يطور وينفذ ويستخدم تلك التقنيات. يتعين على البشر تدريب النماذج، وضبط الخوارزميات، وتحليل البيانات المدخلة والنتائج المخرجة. بدون هذا التفاعل، لن تكون التطبيقات الذكية قادرة على تحقيق الأداء الذي نشهده اليوم.


التحديات الأخلاقية والخصوصية


على الرغم من فوائد الذكاء الاصطناعي، هناك مخاوف حول الخصوصية وجمع البيانات. يعتمد الذكاء الاصطناعي على بيانات المستخدمين لتحسين أدائه، مما يعني أننا كمستخدمين نقدم بياناتنا بشكل مجاني لتلك التقنيات. هذا الأمر يطرح تساؤلات حول كيفية استخدام وتخزين البيانات، والحفاظ على خصوصيتنا أثناء استفادتنا من فوائد الذكاء الاصطناعي.


التعلم المستمر والتكيف


ورغم كل هذا، يبقى الذكاء الاصطناعي أداة قوية يجب على الجميع تعلم استخدامها بذكاء. يجب أن نكون حذرين في تعاملنا معه لأن المستقبل في مجال التكنولوجيا لا يزال غير مؤكد. يتعين علينا البقاء على اطلاع دائم بالتطورات والابتكارات الجديدة لضمان أننا نستخدم هذه التقنيات بأفضل الطرق الممكنة ولصالحنا.


لذا، يمكن القول بأن الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية يمكن أن تكون لدينا في خدمتنا، شريك نتعاون معه للنهوض بالابتكار والتقدم في مختلف المجالات من حياتنا، ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين ونواجه التحديات الأخلاقية والخصوصية التي تأتي معه، لضمان أننا نستفيد من التكنولوجيا بطرق توازي مصلحتنا الشخصية والعامة، وأن نتأكد دائماً من المعلومات المقدمة لضمان المصداقية.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هبة سكجها | Hiba Sakkijha

تدوينات ذات صلة