ربما كان ولا زال النفاق والتملق مرضا لكل حقبة زمنية كانت ..


__ ماذا لو كانت للإنسان قدرة على قراءة ما يجول في عقول الأخرين ، وأعني بذلك تشكل سحابة بيضاء فوق رؤوسنا وعليها ما نفكر فيه على شكل مقطع مصور ، كتلك السحابة التي نراها أعلى رؤوس الشخصيات الكرتونية ... حينها كنا جميعا ليفضح أمرنا ويشكف الستار عن حقيقتنا ، وما كنا قد صنعناه لسنوات من أخلاق مجتمعية والتظاهر بحسن الأخلاق والطيبوبة سيلغى وجودها حتما ويختفي وجودها نحو العدم ....كل من كان يدعي المثالية سيظهر عنه الكذب والتظاهر والخداع والمكر ، ومن كان يدعي الطيبوبة سيظهر عنه الشر والخبث ، ومن كان يكبح شهوة ويتظاهر بالكمال سيظهر عنه مدى دعارة عقله ...لذا يستحسن أن نعيد النظر فيما كنا نؤمن به سابقا ، أو ما كنا نتظاهر به طوال هذه المدة ، لأننا زائفون وندعي أشياء ليست بجوهرنا وماهيتنا ... إني هنا لا أستطيع سوى تلخيص هذه الحقيقة في قالب واحد وهو أننا كائنات حقيرة وسيئة إلى حد سواء ، ...لا نستطيع مواجهة الغير بحقيقتنا خوفا من حكم الأخرين علينا ، رغم أن الغير نفسه يخاف من نفس نظرة الأخر ، لكن سرعان ما يزول ذلك الخوف عندما يلغى وجود الغير ... لذلك كلما إلتقيت بشخص أعلم أنه يواجهني بما ليس عليه ، كما أتظاهر بدوري وأدعي بما قد فرضه علينا المجتمع من أخلاق ...فحقيقة تحسسك لأعضائك التناسلية خلسة ليست نفسها تحسسك لها أثناء وجود الغير ، فإننا أيها الناس كائنات مزيفة كاذبة وحقيرة وإذ كان لك علم بالمفردات ذات صلة بالحقارة والنذالة فلك الحق لتصف الإنسان بها ، لأن تلك حقيقتنا . فلا أحد منا يتعامل بجوهره وماهيته مع باقي الأفراد ، فلا أحد منا قادر على ذلك ....وإن كنت قادرا على كسر حاجز أخلاق المجتمع تلك فلك بالخروج عاريا للعامة ، فإن عدت سالما فتلك هي الحرية ...


بقلم ✍🏼 : حمزة الجهيدي


Hamza EL jahidy

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Hamza EL jahidy

تدوينات ذات صلة