الكتاب مليء بالعادات الإيجابية و التجارب و قصص في النصح و العظة للمقصرين و الغافلين عن هاته العبادة العظيمة التي يقوم عليها ديننا " الصلاة "
الكتاب : فاتتني صلاة
المؤلف : إسلام جمال
كتاب فاتتني صلاة موجه بصفة خاصة للأشخاص الذين لا يصلون و للأشخاص الذين يتهاونون على صلاتهم.. حتى و إن كنت تصلي أنصحك بشدة أن تقرأ هاته المقتطفات
كتاب دسم إستطاع فيه مؤلف الكتاب إسلام جمال أن يرغبنا و يرهبنا في آن واحد .. الكتاب مليء بالعادات الإيجابية و التجارب و قصص من واقع عصر رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام و الأنبياء .. إلتمست فيه عملا و إجتهادا من الكاتب في النصح و العظة للمقصرين و الغافلين عن هاته العبادة العظيمة نوعا من النصح الجميل المحبب .. يجذبك الكاتب إليه بحسن كلماته و إنتقاء السير و القصص و الخبرات من أهل الإختصاص .. صراحة كتاب مدهش جزاه الله علينا خير الجزاء و نفع الأمة بأنامله
إقتطفت لكم مما جاد به قلم الكاتب
- البداية كانت مشوقة بسؤال على الكثير أن يسئله
- لماذا يحافظ البعض على الصلاة بينما يتركها الكثير !
- لماذا يحافظ بعض الناس على الصلاة لهذه الدرجة بينما لا يستطيع الكثير حتى أن يصلي صلاة واحدة !
- فكرة إنني يمكن أن أودع هذه الحياة و ليس في صحيفتي سوى ركيعات قليلة كانت تزعجني و تؤلمني ..
ذكر الكاتب أحد أهم الأسباب التي لا زالت تباعد بيننا و بين الصلاة .. التسويف كما سماها في كتابه بعالم ' يوما ما '
- و في عالم يوما ما اللغة الرسمية الأعذار تبرر لي لماذا لا أصلي :
- فطبيعة عملي لا تسمح لي بصلاة الفجر ..
- إنني أعمل لساعات طويلة و أكون مرهقا..
- لو فاتتني صلاة واحدة أشعر بالإحباط و لا أصلي ..
- إنني لا أستطيع الخشوع ..
- و هكذا مئات الأعذار التي تعزلني عن الصلاة ..
- أخبرني أحدهم أن حياته ينقصها فقط أن يصلي و أخبرني اخر أنه يشعر أن الكثير من أموره ستستقيم له بالصلاة مع ذلك لم نكن نصلي !
و ذكر صورة جميلة لعلنا نستفيق من اوهام التسويف : هذا الرجل الذي يحافظ على صلاة الفجر لسنوات يحصل على قدر من النوم اقل مني و منك و مع ذلك لا تفوته صلاة الفجر..
إذن لا مزيد من الأعذار ..
و لحكمته عز وجل أن شرع لنا التدريج في العبادات و الأحكام فلم يفرض الصلاة حتى أوحى للنبي صلى الله عليه و سلم إلى ضرورة معرفة هذا المعبود و عظمته و جلاله و قدرته و أسمائه و صفاته حتى يتجلى للصحابة رضوان الله عليهم حب ربهم و طاعته في كل ما يأمر و ينهى.
و بعد أن عرف الصحابة ربهم و قدروه حق قدره أحبوه و امتثلوا لطاعته و أعمالهم خير دليل على ذلك مما ذكر الكاتب :
- لذلك منهم من كان يقيم الليل كله صلاة و صلة بالله عز وجل و منهم من كان يصلي الضحى إثنتي عشر ركعة نافلة و كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي بالليل حتى تتورم قدماه
و من عناوين الكتاب التي أعجبني محتواها عنوان يستحق التأمل ' ألك حاجة '
ألك حاجة يا ابن آدم ألك حاجة و تطلبها من الخلق و تنسى مسبب الأسباب و مسهل الصعاب .. أنلجأ لغير الله و نشتكي لمن لا حول و لا قوة له .. حقيقة يجب التأمل فيها
إعتدنا أن نسأل الخلق و هم الفقراء و نسينا خالقهم و هو الغني الذي لا تضيع عنده الودائع ولا ترد عنده الطلبات ..
و من أهم ما ذكره الكاتب في هذا السياق :
- لاتسأل أحدا مع الله تعالى .. و لا تستعين بأحد غير الله العزيز .. انظر في القرآن الكريم فلن تجد آية واحدة من الفاتحة إلى الناس تأمرك بأن تسأل أحدا مع الله
ذكر الكاتب صلاة الفجر الصلاة التي نتقاعص في أدائها بحججنا الواهية و لو أننا علمنا أثرها على حياتنا النفسية و التغيير الذي ستفعله هاتين الركعتين لما نحن في تضييعها يوما بعد يوم ..
- عبارة جميلة تذكرها دائما .. عندما تستيقظ لصلاة الفجر و تشعر بالإرهاق و النعاس هذا الشعور سيمضي .. فقط أعط لنفسك فرصة بضع دقائق حتى تنهض و تتوضأ .. لن يلازمك هذا الشعور طوال اليوم .. و لن يلازمك كل يوم أنت .. فقط في مرحلة بناء عادات جديدة و أي شعور بالتعب و الملل سيمضي
قال الرسول صلى الله عليه و سلم إن هناك ساعة قبل صلاة الصبح يهبط فيها الله تعالى بعظمته و جلالته إلى السماء الدنيا
- قال صلى الله عليه و سلم : " ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر[1] متفق على صحته ".
استيقظوا هذا الوقت .. هذا الوقت الذي لا تعادله أية ساعة في اليوم .. هذا الوقت الذي ينزل فيه ربنا تعالى ليسمع أنيننا و شكوانا و دعائنا و تضرعنا و تذللنا له و لعظمته و لن يرد الله في هذا الوقت دعوة أبدا .. ما أردت شيئا و دعوته في هذا الوقت إلا استجاب لك
لا بد أن تعلم أيضا أيها القارىء العزيز إن وقت البكور وقت مبارك فيه لقول قائدنا و عظيمنا محمد صلى الله عليه وسلم « بورك لأمتي في بكورها » .. لا بد أن تعلم أن عديدة هي الكتب التي كان مخاضها بعد صلاة الفجر و عديدة هي الأفكار و المشاريع التي كانت نتاج تخطيط صباحي .. أغلب المؤثرين و الناجحين في الغرب يقومون في هذا الوقت بالذات .. كتب هال إيرلود كتابه الرائع الصباح المعجزة الكتاب الذي غير حياة الكثيرين و حاز على أكبر نسبة مبيعات ذلك الوقت عن الإستيقاظ مبكرا .. العادة التي جعلته ينجو من حالة إنتحار جراء الإكتئاب الذي كان يعاني منه ! .. و كثيرا ما تصيبني الحيرة كيف و لماذا يكتشف الغربيون هاته العادات و يلتزمون بها و يظفرون بإجابياتها و إسلامنا و ديننا أتى بها قبل آلاف السنين !! و العديد منا يغفل عنها
كما أن أفكارك تجاه الصلاة تؤثر عليك أيضا ذكر الكاتب عدة أمثلة عن ذلك و إنني سأقول في ذلك
انك مهما كنت مذنبا و تظن أن الله لن يغفر لك و ذنوبك هاته بحجمها هذا لو صليت ما تبقى من عمرك كله لن يغفر الله لك صدقني سيغفر الله لك ! .. الله أرحم من أي شيء على هاته الأرض .. أحسن الظن بالله .. توضأ و أحسن الوضوء و صل صلاة و كأنها الصلاة التي ستموت بعدها مباشرة .. صل و إبكي و إشكي و سيغفر الله لك برحمته الواسعة
و أختم بهذا المقتطف من الكتاب
- جالست التائبين الذين رجعوا إلى ربهم بعد أن ذاقوا الكثير من متع هذه الدنيا , حلاله و حرامه , سألتهم لماذا رجعوا ? قالوا وجدنا في القرب من الله لذة لا تعادلها لذة.. إحساس السكينة بقوة الله القدير يجعلك تشعر بأنك تملك الدنيا بما فيها ,
و ما أريد قوله و التأكيد عليه أن أي شيء سواءا عادة إيجابية أو المحافظة على عبادة من العبادات أو إكتساب معرفة أيا كانت هو العزيمة و الإرادة فهذا قانون رباني مطلق لقوله عز و جل " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ".
#قحمراني_وليد
التعليقات