بلا وُجْهَة، بلا أمل، بلا هدف، بلا غاية، بلا عمل، كلمات أصبحت واجهة حياة الشباب اليوم، فما العجب من مقالٍ كَتَبَهُ شابٌ من شبابِ اليومِ ليكون بلا عنوان؟

ضائعٌ، تائهٌ، مُكْتَئِبٌ، حزينٌ، فاشلٌ، وغيرها من الكلمات البائسة التي باتت تتصدَّر حديث الشباب اليوم لذواتهم ولغيرهم، تُرى ما السبب؟

أسْمَعُكَ تجيب: وهل يوجد سبب يجعلنا في حالٍ غير الحال الذي بدأت به مقالك؟!

نعم يا عزيزي لن أراوغك مطلقاً فهذا الواقع للأسف، -إذاً ما فائدة مقالك الذي يذكرنا ببؤسنا وفشلنا أَسْمَعُكَ تقولها بِحُرْقَة. لا يا صديقي لم أكتب هذا المقال لأذكر من وقع في حفرة الفشل والحزن بواقعه؛ بل لأمدَّ له حبل النجاة.


هيَّا جهز نفسك لِتُمْسِكَ الحبلَ من بدايته، لكن أيُّ حبل سينقذك وآخر صلاةٍ لك كانت قبل أعوام، هيَّا قم واسجد سجدة التائب المنيب وقل أعدك يا الله أن أكون عبدك المطيع، نعم الآن أمسكت بحبل النجاة وكلَّما كان اتصالك بِخَالِقِكَ أكبر وأعظم كان حبل نجاتِكَ أقوى وأصلب.


ها قد أمسكت بحبل النجاة، الآن ابدأ في الصعود خطوة تلو الخطوة، وبما أنَّك عقدت العزم على أن تكون عبد الله المطيع ابدأ بتطبيق أوامره واجتنب ما نهاك عنه؛ فبعد تطبيقك لأوامر خالقك ستجد من الَّلذة والسعادة واطمئنان القلب ما لم يخطر بالحسبان.

إنَّها صعبة يا صديق أسمعك تقولها بأسى.

صديقي اعْلَمُ جيداً أنَّك سَتَتَعَثَّرْ خلال صُعودِكَ؛ فالطريقُ مليءٌ بالحجارةِ، لا تستسلم حتى لو عدت إلى القاع مجدَّداً؛ فالله يعلم بحجم الجهد الذي تَبْذُلُهُ وحجم المعارك التي تخضوضُها يومياً مع نفسك، أتظنُّهُ يخذلك؟ حاشاه أن يخذل قلباً تعلَّق به وأراد قُرْبَهُ.


ها أنت على وشك الوصول، لا تتوقف تمسَّك بالحبل جيداً فالمطر بدء بالهطول، لا تسمح له أن يعيدك إلى قاع الحفرة بل استغل قطارتِهِ الَّتي عانقت التُّراب لتزداد تماسكاً وثباتاً بالطين.

أنت تمسكُ الحبلَ جيداً وهذا عظيم، الآن حان وقت التجرييب، لا تكتفِ بطريقة واحدة من أجل الوصول، جرب، اعمل، تعلم، حاول، كافح، اقرأ؛ فالقراءة كنز عظيم، المهم أن لا تبقى مكانك جرب كل ما تَقْذِفُهُ الحياة أمامك، لا تسمح لأي فرصةٍ مهما رأيتها ضئيلة أن تُفْلِتَ من كلتا يديك، تمسَّك بكل فرصةٍ تُداعِبُكَ بها الحياة.


ربما لم تحظَ بمن يهتم بك في طفولتك، لم تحظَ بمن يمهد لك الطريق، لم تحظَ بمن يكشف عن مكامن إبداعك، لا تحزن فنكهة وصولك ستكون ألذَّ إذا ما كنت أنت صاحب الاكتشاف الكبير.

هل طبَّقت كل ما قيل؟

أُهَنِئُك لقد خرجت إلى جنَّةِ الأرضِ وبإذن الله ستكون في جنةِ السماءِ إذا التزمت ذات الطريق.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

طرحك ميز 🌷🌷

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد ريَّان

تدوينات ذات صلة