من هنا أُلهمت عبير قمصية وأصبحت تشعر بأنه لا يوجد حَد للإنسان


لا تمنح الحياة للإنسان النجاح بسهولة بل تتطلب جهداً وسعياً من أجل تحقيقه، هذا ما تؤكده عبير قمصية مؤسِّسَة شركة Better Business، والتي بدأت حياتها العملية في السنة الأولى من الجامعة حيث كانت قناعتها (أن ما تتعلمه يجب أن تطبقه في الواقع)، فعملت في العديد من المجالات كـ دبلجة أفلام الكرتون بصوتها إضافة إلى صناعتها لأقراط الأذن وطباعة الرسومات على الملابس وبيعها، ساعدها هذا على توفير مصروف الجامعة وأشعرها بحس المسؤولية تجاه نفسها وقيمة التعب وتحصيل نتائج جهدها.


في حياتها الجامعية إضافة إلى عملها الخارجي كانت تشارك في تقديم المبادرات المحلية مع العلم أن المبادرات كانت قليلة جداً في ذلك الوقت.


نتائج جهودها الصغيرة التي تكررت يوماً بعد يوم استطاعت أن تحصل على أول وظيفة قدمت لها ومن أول مقابلة في شركة أرامكس مع أن شاغر العمل لم يكن محدد بشكل واضح ولكن خلال المقابلة استطاعوا أن يروا في عبير شيء مختلف عن من يحملوا نفس شهادتها.


استطاعت عبير أن تتقن عملها في الشركة وكانت متعطشة لكل معلومة ومهارة، ولديها شغف كبير في التعلم، فكانت تحاول دائماً أن تخترع كل ما هو جديد، فالنجاح لا يأتي نتيجة العمل فقط بل يجب أن تقدم كل ما هو جديد لتتميز.


شهدت عبير على تطورات أرامكس، فكانت من المشاركين في تأسيس أول "كول سنتر" في الأردن، فكانت أرامكس السَّباقة فيه، ومن ثم بدأوا بخدمة توصيل طلبات الطعام إلى المنازل، فلم تكن هذه الفكرة معروفة في ذلك الوقت وغيرها العديد من الاختراعات الجديدة التي ميزتهم عن الآخرين.


من خلال هذه الأعمال استطاعت عبير أن تتعلم المبادرة وأن تكوِّن شركة داخل شركة، ونتيجة هذا أصبحت قادرة على تدريب الموظفين الجُدد على الأعمال الجديدة التي اخترعتها هي ومديرها في ذلك الوقت، ومن خلال تدريبها للموظفين لاحظت التغير في سلوكهم نتيجة التحفيز للعمل وهذا أدى إلى زرع الثقة في نفسها من خلال ما تراه من تأثير على الموظفين.


من هنا أُلهمت وأصبحت تشعر بأنه لا يوجد حد للإنسان، إذ قررت أن تبدأ في تأسيس شركتها الخاصة حاملة معها الخبرات التي اكتسبتها من العمل في أرامكس، للعمل على تغيير السلوك لدى العاملين في المؤسسات والشركات، وكيفية الاهتمام في تقديم خدمة العملاء كونها تؤمن بأن خدمة العملاء من أهم عناصر نجاح الشركة.


في بدايات Better Business حصلت الشركة على عقد كبير مع بنك مسقط في عُمان فذهبت عبير لتقديم التدريب لمدة شهرين واستطاعت أن تشعر بتأثير التدريب والإستثمار بالعنصر البشري على سلوك الإنسان وكيفية التأثير على الإنسان نفسه.


وقالت قمصية: "عندما أحفز الإنسان وأعلمه مهارات جديدة يؤثر هذا بالطبع على سلوكه وبالتالي سلوكه يؤثر على إنتاجيته، وإنتاجية الموظف تؤثر على إنتاجية المؤسسة التي يعمل بها"


بعد مرور فترة من التدريب شعرت عبير بأن التدريب لوحده غير كافٍ وأن عليها أن تضيف أدوات للتقييم قبل وبعد التدريب ، فتحولت الشركة بعد هذا إلى شركة استشارات وتدريب واستطاعت أن تؤثر على الثقافة التنظيمية فأصبحت تساعد على تغيير البيئة الخدمية والعملية لدى الشركات والمؤسسات.


Better business تقدم اليوم برامج متكاملة في تحفيز الموارد البشرية وتقديم النصائح لمساعدة المؤسسات والشركات في الوطن العربي بأن تكبر وتتقدم في مجال عملها.


ليس من السهل استثمار العناصر البشرية


واجهت قمصية العديد من الصعوبات في إقناع الشركات والمؤسسات في صرف الموارد المالية من أجل تطوير العنصر البشري، إضافة إلى صعوبة تغيير عادات البشر، فالإنسان يرتاح عندما يتصرف بالسلوك المعتاد عليه، فعندما يتم العمل على تغييره يواجه الإنسان صعوبة في تقبل كل ما هو جديد.


الريادة وتأثيرها على عبير


"الريادة هي الـ DNA الخاص بي، فهي شيء متأصل مني فإما أن أنجح وإما أن أنجح فأنا لا أعرف كلمة لا"، موضحة أن الريادة علمتها كيف تستطيع أن تجد حلول لكل (لا) تواجهها، وأن ترى أشعة الشمس بين الغيوم.


تحضيرات مسبقة للعمل عن بُعد


قالت عبير أن Better Business من الشركات التي بدأت بالعمل عن بُعد قبل صدور قرار الحكومة بالتعطيل حيث عملوا على تدريب الموظفين على الأدوات اللازم استخدامها وطبقوا العمل داخل الشركة وكأنهم يعملون عن بُعد، ومن ثم ارتقوا إلى العمل في منازلهم مبكراً لشعورهم بقلق الموظفين وللمحافظة على صحة سلامة الجميع.


ذكرت عبير بأن للعمل عن بُعد صعوبات نواجهها في قاموس منطقتنا مع أنه قد يكون سهل ومنطقي ولكن ثقافتنا وعقلنا غير معتاد على تطبيق ذلك، بالإضافة إلى صعوبة توجيه عقلية الموظفين والعملاء عن بُعد بسبب التغير الجذري الذي طرأ على آلية العمل المعتادة في الشركة.


استفادت Better Business من هذه الفترة عن طريق اطلاقها لمبادرة جديدة وهي "المحاورات في وقت الأزمات"، ومنحتهم قوة تسويقية وعرض هائل وأهم من ذلك تعلموا الكثير، حيث جعلتهم يخترعون آلية جديد للتدريب وتم تطبيقها مع الموظفين في الشركات ونجاحها.


ما يميز الشركات الريادية هذه الفترة


في مثل هذا الوقت الفائزون والناجحون هم الذين استطاعوا أن يخرجوا من القشرة وسعوا لإعادة تشكيل طريقة اتمام العمل بشكل ناجح وغير متكرر، فها هي الفرصة بين أيديكم لتكبر كل مؤسسة ريادية وتبقى دون أي خسائر وأن تخرج عن المعتاد وتذهب إلى التميُّز.

فـ النصيحة التي تقدمها عبير قمصية إلى جميع الشركات الريادية هي: "اجتمعوا مع بعضكم وتشاوروا بصوت مرتفع عن كيفية العمل في هذه الأوقات الصعبة، وأهم من هذا أن لا تقطعوا التواصل مع عملائكم، ففي هذه الفترة أهم ما يميز كل شركة هي القدرة على التواصل مع العملاء بأي طريقة فمن الممكن أن تخسر الشركة منتجها ولكن الأهم أن تكسب العملاء طوال الوقت."


قالت: "أنا إنسانة إيجابية أتحمل الضغط والصعوبات مهما كانت الظروف"، فترى أن المستقبل واعد ومختلف عن كل ما عشناه واعتدنا عليه في السابق، وتتابع بأن العالم أصبح يفكر بأشياء لم تخطر على بال أحد من قبل، وأن الإنسان سيكون أفضل مما كان عليه.


ملهمونها


"يوجد حولي الكثير من الأشخاص الذين أستمد منهم طاقتي وقوتي والحافز لأستطيع أن أتقدم كل يوم، فمهما واجهت من صعوبات يوجد حولي من يشحن همتي من أجل الإستمرار"، وأضافت أنها من الشخصيات التي تهوى قراءة قصص الشخصيات الناجحة لأن أعمق حافز في طبيعة الإنسان هو الرغبة في أن يكون ناجحاً.

وقالت: "هناك شخصيات في حياتي متقدمة عني بمراحل أحاول دائما أن أبقى معهم لأكثر وقت ممكن لأتعلم منهم وأدفع نفسي للأمام".

في النهاية أكدت على أن العائلة هي أهم من تلهمني وتعطيني القوة بأن أكون كل يوم أفضل من ما كنت عليه قبل بيوم.


بقلم ساندي امسيح


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

سلام

إقرأ المزيد من تدوينات مِنْ الدَاخل

تدوينات ذات صلة