شخصيته ليست روتينية، يستثمر وقته بالقراءة، والمعرفة العلمية، مثابراً وراء أحلامه، ويخرج عن النطاق المألوف في أفكاره.

يتميز بالطرق الإبداعية لمساعدة مجتمعه، وبالأخص الشباب، ويهدف لخلق فرصة لكل إنسان، فيثابر ويشارك الآخرين ليصل إلى مكانته الريادية والإبداعية. بدأ منذ عمرٍ صغير، وأصبح واحداً من أهم المؤثرين في المجتمعات العربية، ولديه شغف كبير في العلم وبناء المعرفة.


الدكتور سامي الحوراني، المدير المؤسس لمنصة فرصة دوت كوم For9a.com، والمنظمة الإقليمية "قادة الغد"، ومبادرات اجتماعية "ديوانية، وفضفض"، والمدير التنفيذي لمنصة “سوق فن souqfann.com".


نمت مواهب سامي معه منذ الطفولة، فأحب برمجة الحواسيب وطوّر من قدراته التقنية ليحصد جوائز عديدة في مرحلته الثانوية فيما يخص المواقع الإلكترونية وتصميمها.


تخرج من الثانوية بتقدير عالٍ، وقرر دراسة الطب، مارس هذه المهنة في القطاع الخاص؛ ولكنه نظم وقته بين الطب، بناء المعرفة، والتقدم في مجال الريادة.


الحوراني؛ لا يحبذ فكرة النخبوية، والتفرقة الطبقية في المجتمع، فقرر أن يساعد كل من يحتاج إيصال صوته، وعمل على العديد من المبادرات، والمنصات التي توفر فرص مختلفة وذلك سعياً للوصول الى نموذج من العدالة الاجتماعية.


بدأ هذه المبادرات في سنته الجامعية الثالثة، إذ أسس منظمة "قادة الغد" التي تطمح لتحقيق تغيير إيجابي عند الشباب بطريقة مبتكرة، واستخدم الحوراني أدوات ومنهجيات جديدة ومختلفة بهدف فك القيود عن الشباب، وخلق جيلاً واعياً.


"فرصة حقيقية واحدة كافية لأن تغير حياة شخص ومن حوله"


تزامناً مع بداية ثورة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، قرر الحوراني الاستفادة من الوسائل الجديدة واستغلالها كأدوات تساعد في التغيير، ومن هنا انطلقت "فرصة" عام ٢٠٠٨، وبدأها الحوراني كَمدونة تهدف لطرح فرص متساوية في المجال التعليمي لجميع فئات المجتمع.


كانت فكرة صغيرة، ومع مرور الوقت أصبح لـ "فرصة" مكانة مميزة وإسم معروف بين الشباب الأردني، مما شجعه على تصميم موقع إلكتروني يضم جميع الفرص المتاحة في المجالات الأكاديمية.


من مدونة تنشر عددا قليلاً من الفرص إلى منصة تحتوي على آلاف الفرص التعليمية، حيث ازداد عدد مستخدمي المنصة ليصل مليوني مستخدم مسجل، وأصبح الأثر واضحاً في المجتمع الأردني والعربي، وقال الحوراني: "اليوم فرصة؛ هي فرصة لكل من ليس لديه فرصة"


وأكد الحوراني بأن منصة "فرصة" أصبحت رفيق درب للشباب :"اليوم "فرصة" هي مسيرة ترافق الشباب منذ تخرجهم من الثانوية، وبدء حياتهم الجامعية، بغاية توفير فرص عمل في مجالهم، فمن خلال فرصة بإمكان الشباب:

  1. معرفة قدراتهم وميولهم المهنية من خلال اختبارات الشخصية.
  2. إبراز المجالات والوظائف التي تتوافق مع شخصياتهم من خلال دليلين للتخصصات والوظائف مع التركيز على وظائف المستقبل
  3. توفير الفرص التعليمية في المجالات وأسماء الجامعات، والمنح المتوفرة لمختلف التخصصات.
  4. الاطلاع على المعلومات التي تخص المجالات الدراسية بشكل تفصيلي وكيفية التقدم على الفرص التعليمية وفرص عمل
  5. إيجاد فرص عمل، وزمالات، وتدريب مجانية ذات جودة عالية


ظلّ الهدف من وراء ذلك كلّه: "تمكين الشباب عن طريق معرفة نقاط قوتهم، وإيجاد الفرص المناسبة لهم، وبالتالي بناء جيل من الشباب القادر على المنافسة العالمية"


مبادرات مجتمعية نحو التغيير للأفضل


"فضفض"


"فضفض" إحدى المبادرات التي عمل عليها الحوراني، وهي مبادرة شبابية توفر منصة مفتوحة ومجانية لتشجيع المواطنين على التعبير عن آرائهم حول القضايا المجتمعية.


من فكرة إلى أداة بحثية؛ قام الحوراني ببلورة أفكاره لتصبح "فضفض" أداة بحث واستطلاع عام وتقييم لتوثيق الرأي العام حول القضايا المجتمعية.


بعدها، حصل الحوراني على فرصة زمالة من جامعة هارفارد الأمريكية، ومنحة من جامعة لوند لدراسة الماجستير في تخصص الابتكار الاجتماعي والتكنولوجيا،، وقام بتقديم مبادرته "فضفض" كمنهجية بحث جديدة للعالم، وأصبحت مبادرة عالمية لأبحاث الرأي العام، تستخدمها الشركات والمنشآت والحكومات، وتعطي الإحصائيات المبنية على أسس علمية.


"ديوانية"


في عام ٢٠١٢، قرر الحوراني أن يبدأ مبادرة جديدة بإسم "ديوانية" وانطلقت تحت مظلة منظمة "قادة الغد"، بهدف جمع صناع القرار والمواطنين في مكانٍ واحد، وفي ظل فضاء حر لمناقشة القضايا الجدلية وإيجاد الحلول الفعالة بإثبات الحقائق والبراهين وفي جو مفتوح من الحوار المبني على أسلوب المناظرة في المكان العام.


وعلّق الحوراني: "من حق كل فرد أن يجتمع مع صانعي القرار، ومناقشتهم، ومن خلال “ديوانية “حققنا هدفنا بالمناظرات التي كانت تضم مئات المواطنين، مع نواب، وإعلاميين، وأصحاب القرار لتعزيز المساءلة المجتمعية واعادة إحياء المكان العام ليكون منبرا للحوار المجتمعي"


قد يكون أهم ما يجعل من الريادي قائداً، هو التزامه بعمله، التزامه بعمله وايمانه بفريق عمله وقدرته على تحفيز نفسه دائما ليستمر في تقديم الأفضل، ولأن الحوراني رآى هدفه الأسمى يتحقق، اتخذ قراراً بتفريغ وقته كاملاً لـ”فرصة" ومنظمة "قادة الغد"، وبالرغم من حُبه للطب، تخلى عنه ليواصل مسيرته في الريادة وصنع التغيير.


الحوراني يقول: "تركت الطب في عام ٢٠١٤، وتفرغت كلياً للعمل في فرصة، ومنظمة قادة الغد، فأصبحت المسؤولية مضاعفة علي شخصياً، وأصبح لدي إلتزام أخلاقي ذاتي لاستمرار العمل، والتوسع فيه"


من محتوى أكاديمي إلى محتوى حرفي.


بعد النجاح الكبير الذي حققه الحوراني في "فرصة"، قرر أن يخوض رحلة ريادية جديدة، حيث أسس منصة "سوق فن" متخصصة ببيع منتجات الحرفيين والفنانين عبر الإنترنت، لتوفير الوقت والجهد على المُنتج والزبون.


"حافزي في العمل هو التأثير"


وبالنسبة للحوراني يشعر بـ التحفيز في العمل عندما يرى التأثير في المجتمع : "عندما أرى مشاهد من تحقيق أحلامي، أشعر بالتحفيز، فحلمي هو التأثير على المجتمع والشباب"


"الريادة هي الخروج عن المألوف"


عرف الحوراني الريادة بأنها الخروج عن الأفكار المستهلكة والمألوفة، وشبّه رحلة الريادي بالطريق الصعب: "الريادي المتميز، يخرج عن الطريق السريع ويدخل إلى الطريق الصحراوي، الذي يجد فيه العثرات والمطبات، مايجعل منه راديا قدرته على تجاوز هذا الطريق بنجاح".


وأضاف: "رؤية الريادي يجب أن تكون مختلفة، ومبنية على أسس وبحوث علمية، فعلى الريادي أن يستثمر طاقته ووقته وجهده في الطريق الصحيح، وتحقيق أثر إيجابي في المجتمعات"


"الريادة؛ تحملك مسؤولية نفسك، وفريق عملك، وأبناء مجتمعك"


الريادة، تجعل الإنسان مثابراً ومتحدياً قادراً على مواجهة العثرات، وبالنسبة للحوراني فالريادة ليس بالنجاح فقط، بل بتحمل المسؤولية عن كل من يشاركه عمله، وقال: "علمتني الريادة أن أتجاوز مسؤوليتي الشخصية، إلى مسؤولية أكبر على مستوى فريقي، والأثر الاجتماعي على مستوى بلدي، والبلدان العربية."


"إلى جانب والديّ، مُلهمي هو محمد علي كلاي"


يستمد سامي الإلهام من والديه الذين وازنوا بين حياتهم العائلية والمهنية، وساندوه في جميع مراحل حياته.


وبجانب والديه, يذكر الحوراني أنه في عام ٢٠٠٤ قابل الملاكم محمد علي كلاي، وكان كلاي مصاباً بمرض، وهذا ما شجع الحوراني على دخول مجال الطب، وبعدها قرأ الكثير عن حياة كلاي، ومثابرته، فألهمه.


"المحاولة والخطأ"


يؤمن الحوراني بمبدأ التجربة والخطأ، ويشجعنا على المحاولة والمضي قدماً حتى ولو فشلنا، ورَكز على أهمية التعلم والاستفادة من خبرات الآخرين، بالإضافة إلى العمل الجاد لبناء أجيال عربية قادرة على المنافسة العالمية.


وألهمنا بقوله: "المثابرة هي سر النجاح، فعلى الإنسان بشكل عام، والريادي بشكل خاص؛ أن يكمل طريقه ، ومواجهة جميع الصعوبات للوصول إلى هدفه"


ومن الجدير بالذكر أن الدكتور سامي الحوراني نال على الثقة الملكية بتعيينه عضوا في مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان وعضو هيئة مديري مركز الملك عبدالله للتصميم والتطوير (KADDB) ويخدم ايضاً كعضو في مجلس أمناء اللجنة الوطنية لشؤون المرأة وحصل على الجائزة الاولى في المنتدى العالمي للحكومات في دبي عن فئة حلول شبابية عن منصة سوق فن. والجائزة العربية "تكريم" عن فئة المبدعين الشباب (Young Entrepreneurs) لعام ٢٠١٨، وحصل على منحة برنامج التمكين الديمقراطي، إحدى المبادرات الملكية التي ينفذها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وجائزة الشباب الأورومتوسطي ٢٠١٣ .



بقلم هبة سكجها

إقرأ المزيد من تدوينات مِنْ الدَاخل

تدوينات ذات صلة