الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، فالنتينا قسيسية بين البحث العلمي والتنمية الإبداعية
٢٥ عاماً من الخبرة في مجال التنمية المحلية ومازالت فالنتينا قسيسية تكتسب الخبرات يوماً بعد يوم، تخرجت من الجامعة بتخصص تكنولوجيا المعلومات وكانت متطوعة في التنمية المحلية منذ الصِغر وهذا هو المجال الذي أحبت أن تكمل به مسيرة حياتها.
تطرقت إلى القطاع الخاص ولكن اكتشفت حبها للعمل في التنمية المحلية حيث يسعى عملها إلى تمكين المجتمعات المحلية وحماية الطفل.
بدأت بالعمل في مؤسسة نهر الأردن وتدرجت إلى جميع المراكز الإدارية والبرمجية، ومن ثم أصبحت مديرة المؤسسة.
انتقلت إلى مؤسسة عبد الحميد شومان وكان لها الدور الكبير في التنمية الثقافية والاجتماعية، والأهم البحث العلمي.
مبدؤها في الحياة "ما في اشي ما بينعمل ومافي مستحيل".
وبفضل الصعوبات التي واجهتها قسيسية تعلمت بأن الشخص عليه أن يفكر ويخطط قبل أي عمل إن كان في وظيفته أو بحياته بشكل عام.
وقالت أنه على الشخص المشاركة في العمل مع الأشخاص للاستفادة من خبراتهم حتى تكون مرجع له؛ لأن الإنسان لا يستطيع أن يعمل لوحده وإنما بحاجة إلى فريق للعمل.
بسبب الأوضاع الاقتصادية الراهنة؛ وضَّحت السيدة فالنتينا أن الاقتصاد العالمي معتمد بشكل كبير على المؤسسات والشركات الصغيرة أو المتوسطة فالكمية التي نستطيع أن نستثمرها في مجال المبادرات أو الشركات الصغيرة ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد.
ومن هنا عرَّفت قسيسية الريادة بأنها القدرة على البحث عن حل لمشكلة موجودة بطرق ابداعية ومستدامة، وأن الريادة ليست التقليد في العمل وإنما مواجهة للتحديات، والبحث عن الفرص للوصول إلى الحلول المناسبة بطرق مختلفة، سواء إن كانت ريادة مجتمعية أو ريادة بهدف الاستثمار والربح، وبكلا الحالتين فهي خدمة للمجتمع، وقالت: "نحن بحاجة لخلق فرص عمل، وأن القطاع الخاص عليه دور كبير جداً والحكومة أيضا ولكن علينا أن نعطي الشباب قدرة على خلق الفرص بيدهم"، وركزت على أن شباب مجتمعنا بحاجة إلى الوظيفة.
أضافت أنه يتم دعم الريادة من مؤسسة عبد الحميد شومان بأكثر من طريقة أولاً، أنهم مؤسسة ثقافية يهمهم العمل على التنمية الثقافية وتوسعة المدارك والتجارب والمعرفة بالإضافة إلى استضافة الكثير من الشخصيات التي تعطي صورة عن التحديات التي يواجهها الوطن العربي وطرح الحلول المتوفرة من خلال البرامج الثقافية المتوفرة لديهم.
ثانيا، دعم الرياديين والمبتكرين مع إعطاء الأولوية للأشخاص القادرين على إيجاد الحل للمشاكل والتحديات التي نواجهها سواء كانت في الأردن أو في الوطن العربي، على أن تكون هذه الشخصيات مستدامة إدارياً وصانعة للأفكار بطُرق مبتكرة ومتوفرة للجميع.
"البحث العلمي أحد الأعمدة الأساسية لمؤسسة عبد الحميد شومان"
ركزت مكتبة عبد الحميد شومان منذ بداياتها على البحث العلمي باعتبار أن البحث العلمي هو الرافد للاقتصاد فبدأت بجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب وما زالت مستمرة ولديهم صندوق لدعم الباحثين الأردنيين.
وضحت فالنتينا أن كل شخص عليه أن لا يفكر بمنطقة جغرافية محددة، إنما عليه أن يطمح لأكبر عدد من المستخدمين ويقدم خدمة للوطن العربي بأكمله مع بقاء الألوية للأردن وفلسطين.
من الأمور التي استطاعوا معرفتها من خلال النقاشات مع الباحثين في الأردن والعاملين في مجالات البحث العلمي أنهم بحاجة إلى رفع الكفاءة وقدرة تحويل البحث العلمي التطبيقي إلى ابتكارات ودعمه بكافة أشكاله وقالت قسيسية: "للأسف إن استثمار الدول العربية للبحث العلمي قليل جداً مقارنة بالدول المتقدمة".
تم حديثاً التعاون بين مكتبة عبد الحميد شومان و معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT (وهو من أعرق المعاهد في البحث العلمي) للاستثمار في البحث العلمي الذي يطبق في عدة دول وكانت الأردن أولى الدول العربية التي تعمل على تطبيقه حتى يستطيعوا العمل على تبادل الخبرات بين الباحثين الأردنيين والباحثين في معهد MIT مما سيساهم أيضاً في زيادة النشر، فمثلا عندما يتم النشر مع باحث في جامعة دائمة النشر في مجلات علمية مرموقة يعمل هذا على زيادة القراءة للأبحاث ويصبح اسم الباحث على مستوى عالمي، والباحثين الأردنيين يستحقون الدعم لأن لديهم قدرات عظيمة ويستطيعون الوصول، وهذا كجسر حتى يستطيعون الارتقاء بالنشر في مجلات علمية عالمية، مؤكدة فالنتينا أن النسبة المنشورة للأبحاث العلمية الأردنية نسبة قليلة عن ما نحن نفضل ونسعى إليه .
"الخبرة مهمة جداً والتجارب العلمية أيضاً كذلك"
صندوق الدعم للأبحاث العلمية بالتشارك مع ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT يقدم الدعم للمشاريع المشتركة بين الهيئة التدريسية بـ MIT والهيئة التدريسية في الأردن مع طلابهم، حيث يستطيعون السفر لجامعة MIT للعمل مع الباحثين واستخدام المختبرات مع بعضهم البعض مما يرفع من قدرات الباحثين والطلاب المشاركين وهذا يساهم أيضاً في بناء جيل باحث ومهتم بالبحث العلمي.
يوجد صندوق ثالث أيضاً وهو صندوق الابتكارات التطبيقية الذي يتم من خلاله صناعة منتج ملموس أو خدمة، وهذا الدعم خاص للأردنين فقط، بحيث يستطيعوا تحويل البحث العلمي التطبيقي إلى ابتكار ويتم دعمهم من الناحية المادية والتدريب حتى يستفيدوا من البحث الذي عملوا عليه لابتكار أفكار جديدة.
"رح نضل نتعلم ونجرِّب حتى نزيد التواصل أكثر وأكثر، ما حدا عارف المستقبل شو رح يجيب"
وضحت فالنتينا أن العمل في مكتبة شومان خلال الجائحة لم يكن سهلاً وخصوصاً أن موضوع الثقافة والبحث العلمي يصبح من أقل الأولويات مع أنه الأهم دائماً، ولكن استطاعت المكتبة توفير الكتب الصوتية audio books - E books على الموقع حتى يستطيع القُراء الحصول على الكتب في أي مكان وفي أي وقت، وهذا بمساعدة من رياديين يعملون على الكتب الرقمية في الأردن فتم التواصل معهم لدعم أعمالهم وبالمقابل تم دعم الهدف الأساسي لمؤسسة شومان وهو زيادة نسبة القُراء.
حتى لا يقف الجُزء المهم في الحياة وهو القراءة، قامت شومان بشراء اشتراكات مجانية ووزعتها على الجمهور، أما بالنسبة للأشخاص غير المشتركين فوفَّرت فُرصة الحصول على الكتب عن طريق إرسال إيميل يوضح فيه القارئ رغبته في الحصول على الكُتب الإلكترونية.
استمر التواصل مع الباحثين العرب والباحثين الأردنيين من البيوت وهذا بفضل التكنولوجيا التي ساهمت باستمرار التواصل وإقامة الاجتماعات والمحاضرات عن بُعد.
"في تحديات، حاولنا نتجاوزها، ما وصلنا للأحسن ولكن استطعنا الاستمرار في التواصل مع الجمهور ووفرنا خدماتنا بطرق مختلفة"
حيث تم تحويل الحفلات الموسيقية وعُروض الأفلام للبث المباشر عبر الصفحة الخاصة للمكتبة.
أقامت المكتبة العديد من الأنشطة من أجل الأطفال بالإضافة إلى القراءات الضوئية والتواصل بشكل مستمر معهم على الرغم من صعوبة التعامل عن بُعد ولكن تمت المحاولة بالعديد من الطرق وما زالوا يحاولون ويتلقون أراء الأهل من أجل الاستمرار.
"أكثر من شخص يُعطيني الإلهام"
يوجد شبكة كبيرة جداً داخل الأردن وخارجها يتم التواصل معهم بشكل مستمر تكتسب فالنتينا من خبراتهم.
ولكن الملهمة الأكبر لديها هي رئيسة الجمهورية الألمانية ميركل، فهي بنظرها السيدة الحديدية والثابتة وهي من خريجي مدرسة البحث العلمي واستطاعت أن تحصل على رئاسة ألمانيا لعدة فترات، وتدافع عن الحقوق دائماً وتتحمل المسؤوليات الكبيرة وتُصر على تحقيق الهدف.
بقلم ساندي امسيح
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات