سمر العزيزي أول مهندسة زراعية عملت في مجال الإعلام الزراعي المتخصص على مستوى الأردن والوطن العربي.


"أن محبة الأم النابعة من صميم قلبها، وتقدير دورها وعطائها اللامحدود وما تقدمهُ في مسيرتها الحياتية لا تنتظر أن تأخذ مقابله ، وإن مكانة الأم خاصة وتحمل أعلى الدرجات في قلوب البشر أجمع، دون التغاضي عن كل أم عانت وضَحّت من أجل احقاق التوازن بين صعوبة العمل وتقديم الرعاية لعائلتها وحقوق زوجها بنفس الوقت وصولاً إلى حياة آمنة مستقرة، مؤكدة على أنه ومهما فعلنا وسنفعل لـ هؤلاء الأمهات فـ لن نوفيهم حقهم."

هذا ما افتتحت به الإعلامية والمهندسة سمر العزيزي حديثها خلال مقابلة خاصة أجريت معها للوقوف على قصة النضال والنجاح التي أخذت منها سنوات طويلة وصولاً إلى تحقيق حلمها كـ إمرأه متعلمة ومثقفة وعاملة وزوجة وأم بنفس الوقت.



العزيزي، وفي ذروة حياتها بين العمل والأسرة، لم تألوا جهداً في تطوير نفسها واكتساب المزيد من الخبرات العملية والعلمية، حيث قررت مواصلة دراستها في المستويات العلمية العليا ونجحت بحصد أعلى الشهادات رغم كل العوائق وتحديات العمل مشيرة إلى عدة صعوبات واجهتها من البيئة المحيطة كونها امرأة، حيث تقول:"إن المجتمع الذي نعيش فيه ما زال ذكوريا بعض الشيء، بالرغم من تطور التشريعات والدعم الذي تتلقاه المرأة في كافة القطاعات الا اننا ما زلنا نعاني من هذه الثقافة".



على الرغم من كل هذه الصعوبات استطاعت بإرادتها القوية أن تكون أول مهندسة زراعية تعمل في مجال الإعلام الزراعي المتخصص على مستوى الأردن والوطن العربي، واستمرت بالعمل مدة ثلاثين عاماً في الإعداد وتقديم البرامج الزراعية التنموية والمتنوعة الميدانية دون انقطاع، نفسها التي حصلت وعن كل جدارة على جائزة الموظف المثالي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، واستطاعت الوصول إلى منصب رئيس برامج تنمية المجتمع في الإذاعة الأردنية، حيث كانت تقدم برنامج (مع المزارع) يومي مدته 10 دقائق، وكانت مقدمة برنامج (اللقاء المفتوح) ومدته ساعة ونصف على الهواء مباشرة يناقش قضايا وهموم المزارعين الذي استمر لمدة 17 عاماَ.



وفي السياق توضح، حول قدرتها على تجاوز محنة وفاة زوجها الذي كان من أهم الداعمين لها، "إن المرأه عندما تكون ذات شخصية قوية ومتمكنة علمياً وعملياً، وتتمتع بقدرة كافية وخبرات واسعة تستطيع أن تكون الأب والأم بنفس الوقت"، مؤكدة على أنها محظوظة بالعائلة التي تنتمي لها، التي كانت أكبر الداعمين لها في عملها ونجاح استقرار دراستها بعد وفاة زوجها.



مشيرة في الوقت نفسه، إلى أنها كانت تجد سعادتها في تربية أطفالها وصقل شخصياتهم على معاني وقيم الأصالة والعدالة والعلم، إضافة إلى تنظيمها لطريقة إكمال عملها ودراستها وتقديمهم على أكمل وجه، معبرة عن سعادتها الكبيرة عندما كانت تلحظ سعادة أسرتها وجمهورها على كل إنجاز حققته وكل عائق تجاوزته.



ولفتت بكل شجاعة، الى أن المرأة عليها الإقدام على التعلم والعمل واكتساب الخبرات من كل ناحية وصوب، الأمر الذي يمدها بالقوة والشجاعة والاستمرارية، منوهة وبحزن حول ما اعتدنا عليه سابقا من اتباع الثقافة التي توارثناها عن من سبقونا والتي بقيت جامدة دون تحديث، حيث كانت تنتهي حياة المرأة وطموحاتها وأحلامها بـ مجرد عقد زواج.


وجهت المهندسة العزيزي رسالة لكل امرأة سواء كانت طالبة علم او عاملة او ربة بيت قائلة: "انتظار فارس الأحلام لا يحقق لكِ متطلبات صناعة الذات، أما العلم والعمل فـ بهم تفتح أبواب الحياة وتصبح الأحلام والطموحات حقائق، الأمر الذي يمكنك من إنشاء جيل واعٍ قادر على مواجهة الحياة وصعوبتها والتغلب على كل العوائق واجتياز كل الحواجز، فأنتن المجتمع كله لا نصفه".



بقلم ساندي امسيح


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مِنْ الدَاخل

تدوينات ذات صلة