هلَّت علينا أفضل أيام السنة، أيام مغفرة ورحمة وعتق، أيام نتوق لقدومها منذ مدة، أيام مباركة في شهرٍ فضيل، لنستغل هذه الفرصة في تقوية علاقتنا بخالقنا.

يحرص العبد على تقوية علاقته مع خالقه وإصلاحها باستمرار، لما يعود ذلك عليه بالخير والصلاح والتوفيق في الدار الدنيا والآخرة، أخرج الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: (مَن تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإذا أقْبَلَ إلَيَّ يَمْشِي، أقْبَلْتُ إلَيْهِ أُهَرْوِلُ).


كيفية تقوية علاقة العبد بخالقه

يستطيع المسلم أن يقوي علاقته بخالقه من خلال أمور عدة منها ما يلي:

  • التوبة؛ قال -تعالى-: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)،{سورة النساء: 146} وتحصل التوبة بالإكثار من الإستغفار وذكر الله -تعالى-، مع الحرص على الإخلاص في النية والصدق بها والندم على فعل الذنوب، وضرورة ترك المعاصي والتأكد من إرجاع حقوق العباد لأصحابها.
  • تقوى الله -تعالى-؛ بالابتعاد عن كل ما يُخالف تشريعات الله -عز وجل- والتقرب إليه بكل ما يُرضيه، قال -تعالى-: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). {سورة يونس: 62-64}
  • تقدير النعم وشكر الله -تعالى-؛ باستشعار نعم الله -تعالى- كبيرها وصغيرها ما عُلم منها وما لم يُعلم، وبذلك ينال العبد الرضا والسكينة والحياة الطيبة التي يملؤها الاستحسان والراحة.
  • أداء العبادات والإكثار من العمل الصالح؛ إنَّ الحرص على أداء العبادات المفروضة والإستزادة بالنوافل ما هو إلا طريق لتقوية إيمان المسلم، وبتقوية إيمانه يحصل القرب من الله -تعالى-، وقد روى أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- فيما يرويه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه: (يقولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَن جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَن جَاءَ بالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ، وَمَن تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ منه ذِرَاعًا، وَمَن تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ منه بَاعًا، وَمَن أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَن لَقِيَنِي بقُرَابِ الأرْضِ خَطِيئَةً لا يُشْرِكُ بي شيئًا، لَقِيتُهُ بمِثْلِهَا مَغْفِرَةً). {صحيح}
  • الصبر؛ يتحقق القرب من الله -تعالى- بصبر العبد المسلم على أداء الطاعات والحرص على الابتعاد عن المعاصي، والصبر على تقادير الله واختياراته.
  • الخوف والخشية؛ فهي تورث الخشوع والسكينة وقد اتصف بها الأنبياء والصالحين وأهل الصلاح والعلم.


أثر تقوية علاقة العبد بخالقه على الفرد

تقوية العلاقة مع الله -تعالى- والحرص على القرب منه يؤدي إلى الخير وهذا الخير ينعكس بأثرٍ إيجابي على حال المسلم، ومن هذه الآثار ما يأتي:

  • الطمأنينة والرضا وكفاية الهم، قال -تعالى-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). {سورة الرعد: 28}
  • رضا الله ومحبته والفوز بجنته، قال -تعالى-: (جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ). {سورة البينة: 8}
  • كسب عون الله -تعالى-، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول فيما يرويه عن ربه: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ). {صحيح}


المراجع

https://shamela.ws/book/22798/116#p1

https://shamela.ws/book/36503/49#p1

https://shamela.ws/book/37531/1804

https://shamela.ws/book/17083/397

https://shamela.ws/book/9472/75

https://www.alukah.net/social/0/94186/#_ftn1

فيض

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكراً لك فيض.. مقال رائع من حيث المضمون واللغة والإفادة..

إقرأ المزيد من تدوينات فيض

تدوينات ذات صلة