رمضان بهجة تأتي لتضم القلوب المتعبة وتنشر داخلها الطمأنينة

لطالما تمنيت لو أن كل أيام العام تكون رمضان!

لا أعلم السبب الحقيقي لذلك، ولا علم لي عن منشئه، غير أنه كان منذ أيام طفولتي

رغم أن الصيام كان يُتعبني جدا ولكن بهجةً خفيةً ترافقني فيه منذ أول يوم.

بهجة مختلفة تأتي بلا سبب، بهجة تُمكنني من اجتياز كل صعبٍ وكأنه ليِّنٌ سهل!

وإلى الآن لا زالت ترافقني فقط في رمضان، فإذا ما غادر هو ودعتني ولحقت به!

قبل حلول الشهر الفضيل ولمدة طويله كنت أشعر بالتيه والضيق، كنت أرى دنياي جدرانٌ خانقة، وأبواب مُغلقة ومؤصدة!

كنت أختنق كما لو أنها فرصتي الأخيرة للنجاة، جميع محاولاتي للخلاص تفشل، أما عن محاولاتي في إبراز ما أجتهد فيه منذ زمن طويل فمن ناحيتي أرى أني أتقدم وبنوعٍ لطيفٍ من الثبات وهذا جيد جدا، ولكني من نواحي أخرى أجدني عالقة في مكاني، لا أتقدم ولا أتغير، ثابتة كما لو أني صخرة على كتف طريق منسي، ومجهولة وكأني لم أكن!

أصل ولا أرى أثرًا لوصولي!

أحاول كسر مخاوفي ولكنها صلبة حدَّ الاستحالة

أتقدم خطوة ثابتة واحدة تتلوها خطوات وخطوات من الهروب

عتمة حولي وأنا أخاف الظلام!

توتر وقلق مستمرين أثَّرا حتى على قدرتي على اتخاذ القرارات، في كل مرة أواجه قرارًا أضعف وأبكي أحيانًا وكأني على ثقة بأن القرار الذي سآخذ به تحديدًا هو من سيكسرني ويدمرني!

في كل مرة أحاول فيها رؤية الجانب المشرق من حياةٍ أتمنى عيشها أشعر بالاختناق وكأني غارقة لا محالة!

أحاول الهرب، أحاول الهرب مرارا وتكرارا وكأن لا شيء ينقذني إلا الهرب!

ولكني في كل مرة أتفحصني أجد بأني مُثقلة بالكثير، مثقلة بمرات فشلي في الاحتفاظ بروحٍ أحبها وتحبني بدون حواجز أو أسباب، وبمراتٍ كثيرة هربت تاركة كل ما أتمنى الحصول عليه لأعود فأجده لغيري، مثقلة بكمية هائلة من الخوف والوحدة!

وككل عامٍ يطل به رمضان علينا يأتي ببهجته فيدسها داخل قلبي، فأطمئن وكأن لا أثقال ترهقني، ألمح فجأة كل الأبواب المؤصدة تبتسم لي وتخبرني أنها لن تبقَ على هذا الحال طويلًا.

أفرح كطفلة صغيرة أُعطيت كل ما تتمناه دفعةً واحدة، ناسية كل ما كنتُ أعيشه قبل اليوم

لو أنه يبقى باستمرار فيُنسيني كل ما أقاسيه!

لكن ماذا لو بقيت تلك الأوجاع منسية بلا علاجاتٍ فورية، ألن يزداد الأمر تعقيدًا؟

يرسل الله بهجة رمضان المتمثلة بالروحانية والطمأنينة لتكون سببا في الهدوء والابتعاد عن ضجيج النفس وصراعاتها،

لتكون حبة المسكن قبل البدء من جديد وبضغوطاتٍ أقل من أجل بداية سليمةٍ صحيحة.

لنرتاح قليلًا ونقف حتى نرى أن الأمل موجود رغم كل ظرف، وأن للسعادة مكان رغم تهدم المكان وضوضائه.

لنعلم أننا نستحق البهجة في كل لحظة.


#مياس_وليد_عرفه


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مياس وليد_حكاية شتاء

تدوينات ذات صلة