ان ننظر صوبهم صحابة رسول الله وننتهج نهجهم، فنسلك طريقهم كما ساروا خلف سنة رسول الله فننتهج نهج ابن الخطاب مثلًا لنعيد عدلًا قد مات بعد ان مات.


ما كان صحب محمد عليه الصلاة والسلام شيئًا عاديًا ابدًا، فانهم حملوا الدين على اكتافهم كما لم يحمل احدُ حملًا قط.

هاك خذ على ذلك مثالًا لا يمكن ان يكون ضوئُه خافتًا ابدًا فلوقع ما فعل صوتُ مجلجل اخترق التاريخ ليكتب نفسه، وانه لا يفارق الفكر،ودائمًا ما تدهش همته التي تبخرت حال رحيله.

هو ككل الصحابة رضوان الله عليهم لكنه ياخذ حيزًا من التفكير بشكل كبير، ربما لوقع الاحداث ومداها.

انه ابنُ الخطاب فعلى يده حصل الكثير، اكمل المهمة التي اوكلت له من بعد رسول الله والصديق، ولم يكملها فحسب كما يكمل اي انسانم مهمة يستلمها ممن قبله، انما اكملها باتقان كما تتطلب منه مسؤولية امة عظيمة كالامة الاسلامية.

وانه ليدهشني ويشدني واكاد ارى بام عيناي كيف ان رحمة الله وهدايته تتنزل على العباد، فبابن الخطاب لنا مثالُ لا يمكن تكذيبه، عمرالذي ذهب باغيًا دحر الاسلام باكمله، تصبه دعوةُ يقلب فيها حاله، وحال الاسلام، فيتحول من دعوة سرية، لدين يهز الارض ليبارز اعظم امبراطوريات العالم.

ولم يكتفي ابن الخطاب بان يحمل الدين من السرية للعلن بل كان خير خليفة لرسول الله عليه السلام، واتبع ما بدأ بكثير من رأفة، وانه لافضل من استطاع ان يسلب بشتده كل من بغى غشًا، او تقصيرًا، وفي ذات المقام ان يكون لينًا فقد سعى مسعى رسول الله بالا يكون فظًا غليظ القلب فينفضوا من حوله.

وان اردنا قدوةً تتخذ من بعد رسول الله، ونجمع فيها من كل حدب وصوب، شخصيةُ تجتمع فيها كل الصفات التي نحتاجها، من عدلٍ مات حين مات عمر، او ترفعٍ عن اموال الاسلام، وزد على ذلك تواضعُ ربما لا يحمله احدُ بعده، والكثير مما قد يُكتشفُ بخيلفة رسول الله فلننظرحينها باتجاه ابن الخطاب.

وان اردت ان تجالس عمر، وتكون بين يديه فلا يمكنك ان تخرج، فانك ان طرقت ذاك الباب فستغوص مرةً بعد مرة، لتعلم ان شخصية كهذه تشدك دائمًا لتقترب وتتمنى لو كنت في ذاك الزمن، ذاك الزمن الذي يحمل خير خليفة واعدل الحكام، وان لم تفلح لتكون في زمن رسول الله فان افضل زمن تختاره من بعد زمانه، هو زمن خلافة ابن الخطاب.

وان لكل صحابي قصته الخاصة، تلك التي صنعت منه صحابيًا، و لابن الخطاب وقعُ خاصُ يحمل فيه دولةً باكملها وقعت على عاتقه واحسنت الوقوع، فهو الرجل الذي "خلق ليقود عالمًا والذي رزق طبيعة تقتلها الراحة، ويغريها العمل بالعمل- خالد محمد خالد"

ف لله در ابن الخطاب اي امرئ كان!


إستبرق

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات إستبرق

تدوينات ذات صلة