يصفر غراب الموت فوق شباك الوطن, ولا يلقى الوطن المفر, اين الاتجاه, ومن اين المخرج؟!
يبدو ان الموت ينمو في الوطن، يحوم به ويحط عليه كطائر اسود، وغمامة قد لا تنقصي، هذه المرة ليس موتًا يضُمُ ابناء الوطن الذين رحلوا من اجله ، بل الذين رحلوا دون مقابل، الذين رحلوا دون معرفة العدو، او السبب. عادة ما يكون في الموت حالةُ نادرة من السعادة، حين ياخذ الموت من رحلوا شامخين لانهم لم يقتلوا من ابناء جلدتهم، انما قتلوا من العدو، لكن في هذه المرة يرحلون تباعًا من ابناء الام الواحدة، يرحلون تباعًا من الاخ الذي كان ينتظر من اخيه ان يغفر له، ولذلك فتح فمه، لكنه لم يفتحه ليهتف كما يهتف الراحلون عنوةً من اجل وطنهم، بل ليهتف في وجه اخيه انه لم يفعل شيئًا ولا يستحق ان يموت قتلًا. هل احب وطني مظهر الام الثكلى؟! حتى يحكم على نساء الوطن بموت ابنائهن ؟!لم يكن الموت في وطني سوى عرسٍ بعد نضال، لكنه اليوم يتحول الى مجزرة، سقط فيها ابناء الوطن بعضهم بين بعض! والكل حائرُ ما الحل يفرح آخرون بفعلتهم ام يحزنون؟!بل كيف في قلوبهم لا زال الضمير يتحدث؟!كيف وكيف تحول ابناء الوطن الواحد الى لقمة سهلة للعدو نفسه، العدو الذي يسمى العنف، العدو الذي لا يمهل الثانية ان تتحرك الى وينقض على موتٍ آخر !
كيف باغت الموت وطني هكذا واصبح شديد الحزن, من اين اتى ؟! ومن اي وجهة نتصدى له, نحن الذين كان علينا ان نحارب من اجل وحدة وطننا, نحن الذين اردنا طويلا ان يحل السلام على ارضنا, ماذا دهاه هذا الوطن, يموت بسم متعف, ما به يموت من الداخل ولا نلقى حلا للهم الذي حل به ؟! ما بال وطني يقتله ابنائه؟!
ليت الموت كان وهمًا، ليته كان مجرد اسطورة، ليته ما كان في وطني يومًا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات