حين تختار ما تحب ستعمل بجهد كبير لكن دون الشعور بالتعب, وحين تختار ما تكره ستحمل جبالا من الهموم دون ان تبذل اي جهد.

في الطفولة بحثت كثيرًا عن شغفي، من انا، لما خلقت على وجه الارض، وما الغاية من حياتي ..؟!

فما لبثت ان وجدت الكتابة، كشغف وهواية، فانتقلت الى المرحلة الاكبر، المرحلة التي نصل اليها جميعنا في وقتٍ ما.

حين وصلت الى تلك المرحلة، دارت في راسي الف فكرة، استرجعت ايام الطفولة، حين كنت اجلسُ الى جانب الاطفال واحاول ان اكون المديرة، او المعلمة التي تُحَضِرُ دروسهم، لكني قاومت وما اردت ان اتخذ التعليم كمهنة لي، بحثت ورايت انني ايضًا تظاهرت بكوني بروفيسورة، او ربما طبيبة تبحث عن دواء، وسرت نحو هذا الحلم، تعلمت ان اكون مساعدة للطبيب، اضع الابرة في ايدي المرضى لكي استطيع المساعدة في اكتشاف آلامهم فنعطيهم الدواء، لكني لم اكتفي.

شيئُ ما في داخلي ظل يشدني لأُكملَ التعليم نحو لقبي الاول.

دون ان ادري وضعت الاوراق واخبرت الموظفة في الجامعة ان تسجلني هذه المرة لمعلمة للغة التي احب وسيرًا على نهجِ معلمتي الراحلة، معلمة اللغة العربية.

ما كان الطريق سهلًا نحو اختيار المهنة ولن يكون، لكن شيئًا فيك سيدلك على الطريق وسيخبرك اين تذهب وان كان ما تذهب اليه صحيحًا او لا، فهكذا حصل معي.

واحذرك، لن يكون الطريق سهلا بعد ان تختار، فانك ستدخل الى حرب، بينك وبين نفسك، بينك وبين مهامك التعليمية، او مهامك في العمل القادم، لكن ان اخترت بشكل صحيح، فستكون مجرد طائر يغرد من شجرة الى اخرى، لانك في المكان الذي تحب، ولن تابه بكل هذا التعب حينها، وان اخترت بشكل خاطئ فستجد غمامة سوداء تجلس على قلبك، فانظر الى نفسك من اليوم الاول كيف تكون طائرًا ام غمامة.

"حين تختار ما تحب ستعمل بجهد كبير لكن دون الشعور بالتعب, وحين تختار ما تكره ستحمل جبالا من الهموم دون ان تبذل اي جهد."

إستبرق

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات إستبرق

تدوينات ذات صلة