هل تنجذب إلى الخيارات الأسلم اجتماعيًا على حساب نموك؟
لا أتفق مع من يقول إن" المرء لا يعيش إلا بقدر عطائه"..
بل بقدر طاقته على تحمُل تبعات قول نعم، فإن لم يكن قوله مخرج القلب، لا يمكن أن تُوسم أفعاله بالعطاء!
بكوّن الإنسان كائنًا اجتماعيًّا تحتم عليه أنّ يُلقي بالًا لآراء الناس وصروفهم..
حتى أصبحت الميزة اللازمة لكي يصبح الإنسان مُتميزًا في بوتقته الاجتماعيّة هي قدرته على أن يكون سمِحًا مُتعاطفًا مُلبيًّا لنداء ب "نعم".
كف على أن تكون لطيفًا اجتماعيًّا، بل حاول أن تكون ببساطة أكثر تعاطفًا مع نفسك، لا تضع نفسك على المحك، لا تجعل إجابتك الدائمة ب نعم تنخُر كبدك.
نعم هي وهم الحصانة الاجتماعيّة بقولهم " ابشر" ، هي أشبه ما تكون بإنسان يستعمل يده اليُسرى فقط.
اسمع لسارتر الذي يقول لك الإنسان محكوم بأن يكون حرًا.
لا أقل لك أن تقول دائمًا لا، ولا أن تحذف من قاموسك قولك نعم.
بل توقف قليلًا بل كثيرًا على الإجابة..
هل الإجابة بنعم في مجملها ظاهرة اجتماعيّة تخصّ الأنثى ؟
تضطر الأنثى اضطرارًا اجتماعيًا لأن تقول نعم في أنماط مجتمعيّة عدّة، منها الزواج، فتجدها تقول من دون وعي منها ولا سابق تفكير نعم أقبل، عند أول شريك حياة، إما هربًا من سخط المجتمع عليها، أو مطلبًا للزهو به أمام جماعتها إشباعًا لنقصِ ألمَّ بها.
عزيرتي احذري إنه فخّ!
فالإجابة (بنعم أو لا) تُقرر مصائر الشعوب.
لا تستهن بهما؛ لئلا تفقد نفسك .
تبنَّ موقفًا ولا تكن كشخصيّة (كارل) من فيلم الكوميديّ (Yas man) الذي كان يقول " لا" على كل أمر من أمور حياته الجسيمة و السخيفة، حتى اشترك بجمعية تؤمن أن قول "نعم" هي مهارة لا يمكن أن تُفوّت حتى لا تذهب الفرص من أيدينا، بأن نقول نعم لكل شيء! لا بأس فهو كوميديّ بامتياز فلا نجاعة من التفردِ بإجابة واحدة.
وهذا لا يعني أني أنصحك بقراءة الكتاب الذي حاز على مبيعات وترجمات غير نزيرة، " تعلم كيف تقول لا".
بل أقول لك : تعلم أن تقول نعم عندما تُصبح مُستعدًا واثقًا من التجربة، مُتحررًا من النزعة الاستهلاكيّة..
و أن تقول لا، بعد أن تتخلص من شوائب نعم،
لا بد من تطويع أنفسنا مع ما نرغب به لا مع ما يُحسّن نظرتهم لنا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
فكرك، حرفك نيّر