في بعض الأحيان يجب أن نرفض ونقول لا، يجب أن نتخلي عن بعض الأشياء التي لن تسبب لنا سوي المتاعب.




من اصدق ما قرأت للمعالج النفسي جوناثان ألبرت " إن لم تقل " لا " عندما تريد أن تقول " لا " فإنك ستصبح أكثر هشاشة مع مرور الزمن لأن الاستياء سيكبر داخلك - وكلما زاد الوقت الذي تمضيه في مجاراة الآخرين، وعدم رفض طلباتهم، قل الوقت الذي تمتلكه لنفسك"







قبل الدخول في صُلب الموضوع دعوني اسألكم عن بعض الأشياء " هل سبق وأن تعرض أحدكم للضغط العصبي؟ هل سبق وأن شعرتم بأنكم محبطون من كل شئ؟ هل راودكم شعور إنعدام القيمه، وفكرتم ولو لمره واحده بأنكم ضعفاء لدرجه انكم لا تستطيعو أن ترفضو اي شئ يُطلب منكم حتي الأشياء التي لا ترغبون في فعلها؟ " إن مر أحدكم بمثل هذه المشاعر فهذا المقال موجه له، لأن نهاية عدم قوله ل " لا " ستتوج بإحتراقه الداخلي.








في بعض الأحيان عندما يُطلب منا شيئًا ما نوافق عليه، لكي لا نظهر في أعين الآخرين بطريقة سيئه، لكي لا نفقد حبهم، ونكون عند حسن ظنهم، لكن داخلنا يكون غير راغب في الأمر، ونظل عالقين بين خيارين " الموافقه، أو الرفض متحججين بأشياء وهميه " لكن ماذا لو كان هنالك خيار ثالث " وهو قول لا بدون اختلاق الأكاذيب"









بالطبع سنختار جميعًا أي خيار عدا الخيار الثالث لكي لا نخسر علاقتنا بالعالم، لكن في اللحظه التي ستفضل فيها من حولك علي رغبتك الداخليه اعلم أنك ستخسر جزء منك، ستستهلك نفسك، وسيخزن عقلك الباطن انطباع في مخيلتك عن انك شخص عديم الشخصيه والاتزان، سيتمكن منك احساس انك تابع بشكلٍ أو بآخر، وسينتهي بك الأمر الي الدخول في دوامة الأكتئاب.








اولًا لنكن متفقين يا عزيزي انه ليس هنالك اهم من صحتك النفسيه، ليس هنالك أجمل من شعورك بالطمأنينه، وتقبلك لنفسك، فإن كنت تعاني من رهبة قول ال " لا " عليك أن تحاول فراحتك أهم من كل من هم حولك، عليك أن تعلم بأنك لديك كامل الحق في الرفض والقبول.إن حزن العالم منك لأنك اخترت نفسك فليكن، ان قال عنك الناس كئيبًا فقولهم اهون من عيشك للكآبه فعلًا، لذلك خُذ هدنه من كل شئ وفكر، ماالسبب الذي ولد اليك خوفك من الرفض؟ ما السبب الذي جعلك تظن انك ستخسر كل من هم حولك ان لم تلبي كل حاجاتهم؟








وإن توصلت إلي السبب، ستكون قد قطعت نصف رحلتك، والنصف الآخر سيكون مسئوليتك، ستبدأ في تلميم شتات روحك، والرفض دون اختلاق الأكاذيب، ستوافق علي الأشياء التي ستسعدك فقط، لكن الأشياء التي ستجعلك تعيسًا ارفضها رفضًا قاطعًا، لا تتحجج لأن هذا سيضعف موقفك، ولا تقول اسبابًا تبرر رفضك بها، فقط قول " لا " وبكل لُطف اعتذر عن الأمر، لكن إن كان الشخص ذو قيمه كبيره لديك فلتخبره بسبب رفضك الحقيقي، اخبره بأنك لست في حالة نفسيه جيده، وان الأمر سيعجلك تشعر بالحزن وسيشكل ضغط عصبي عليك،قول له الأمر وصدقني من يهتم بك حقًا لن يكرهك بسبب رفضك لبعض الأشياء التي لا ترغب بها، سيساندك ويدعمك علي الوصول الي السلام النفسي.









ثانيًا، إن استمريت في الموافقه دومًا هل تعتقد ان علاقتك بكل من تحبهم ستكون افضل؟ ما سيحدث سيكون علي النقيض تمامًا، سيتشكل داخلك احساس بأنك تُستغل من كل من هم حولك، ولربما تشعر بأنهم شكلو ضغطًا كبير عليك، وبعد العديد من التراكمات والكتمان،ستتحول لشخص عدواني قليلًا، شخص يرفض كل شئ، ويحاول الوصول للسلام النفسي، شخص غير عقلاني يغضب من الجميع علي ابسط الأمور، وكأن غضبه هذا سيعيد له طاقته التي فقدها في سبيل سعادة من حوله، وبهذه الطريقه، وبسبب تغير اسلوبك علي المدي البعيد ستكون قد خسرت من تحب فعليًا.








لذلك فكر في الأمر، فكر فيه من منظور أنه حق من حقوقك، فكر في أن رفضك وموافقتك تعني حريتك، في الحقيقه انا علي علم بأن الأمر سيكون صعبًا عليك في المرات الأولي لكن صدقني لست وحدك من تخاف الرفض، الكثير من العالم يهابونه رغم بساطته، كلمة مكونه من حرفين تجعلنا نعيش في ارق لأيام، تجعلنا نصل الي مرحله الاختناق والرغبه في الهروب من هذا العالم.








وما يلخص حالتنا هذه، ويبرر سبب خوفنا من قول لا، هو أحد العبارات التي قرأتها لإستاذه السلوك الإنساني فانيسا بوهنز، فقد قالت الآتي

" إن حاجتنا إلي التواصل مع الآخرين حاجة غريزيه قوية جدًا، وهي أمر أساسي لبقائنا، وسرُّ خشيتنا من قول " لا " لهم هي فقدان روابطنا بهم. إننا نميل غالبًا إلي التضخيم، ونخشي أن يشعر الآخر سواء أكان طفلًا أو زميلًا في العمل بأن رفضنا لطلبه إهانة شخصية. أي إننا نقول " نعم " لإرضاء الآخر وتجنب إثارة مشاعر سلبيه، وإذا حصل وفعلنا خلاف ذلك يشعر الكثيرون منا بالإحراج والذنب. علينا أن نكون أقوي وأن نقول " نعم " لما نوافق عليه، و " لا " لما يتعارض معنا. يقول البعض " نعم " حتي لو كان الطلب متعارضًا مع أخلاقه ! "








وفي النهاية، إن لم يكفي هذا المقال قناعتك، وان احتجت للمزيد من الأشياء التي تدعمك علي التغير، انصحك بقراءه كتاب قوة ال " لا "،وكتاب كيف تقول لا.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أن تكون ندّاً.

تدوينات ذات صلة