من المِحن نجد المنح، فلا يمكن أن نعي حقيقة الأمور إلا بتكشف الموجود..
المفارقة تصنع من الأزمة نعمة، فمن منا الآن لم يدرك نعمة بساطة حياتنا التي كنا نجدها نقمة علينا؟!
من منا لم يعرف بعد قيمة الصحة والغذاء الجيد، والنظافة التي هي جزء من العقيدة؟
وهي جوهر قوتنا وسعينا، فالكثير لا يُدرك الأمر إلا عندما يقع، و يهرم من التعب فيسلبه المرض من نعمة السلامة التي لم يع لها المرء في الصفو!
ألا تجد الآن أن الصحة هي مصدر قوتنا؟
ألا تستحق شكرًا؟
ألا تحتاج منا تأملًا نتلمس به تلك النعمة؟
حتى تجد أن كورونا دفعتنا قسرًا أن نُبدل طريقتنا.. غذائنا.. وجدولة اقتصادنا ، مِثل توفير المال الذي يُهدر على "Gang food".
حتى أصبح منا الواحد "يتفنن" أي يجعل من الطبخ فنًا، يجد الأنس به..
و يُدرك حقيقة أن الطعام المنزلي لا يساوي الطعام السريع جودة ولا أمان.وهذا لربما جعل من البعض يُدرك المبالغ المدفوعة على الزائد عن الحاجة، حتى يُجدول ما يجب أن يُدفع له، وما لا يجب أن يُهدر عليه.
ألا تجد أن ذلك قد يُرتب أولوياتنا التي فقدناها لا بالانشغال والتشاغل، بل بفقدان حِس القيم التي لربما كانت في مرتبة ثانويّة، ومع الحياة الجديدة "أقصد زمن كورونا" أصبحت أساسيّة بل أوليّة.
هل تعلم أن العالم أصبح يتنفس، الكرة الأرضيّة عادت لتوازنها التي فقدتها من جراء استعمال البشر الخاطئ، ما رأيك في ذلك؟ هل تتفق معي أن كورونا نعمة!
حتى تجد الشخص الذي يعدُ نفسه لا يمت للموهبة ، سمح له هذا الوضع أن يجلس مع بنات أفكاره ويعي حقيقته التي هو عليها.. بمواهبه الفذة.. وقدراته التي أُغلِق الستار عليها، حتى فتحتها الأيام الصِعاب، ووجد مرامه.
أقول إن المرء لربما لا يدرك حقيقة الأشياء إلا في الصِعاب والأزمات، وهذه حقيقة مُحزنة، فلا نرجو إلا الوعي.. فقط الوعي في كنهِنا، وفي مغزى وجودنا.. ما دُمنا ندرك الحياة المُستخلفة فسنجد أن الأرض ومن عليها سيطبق الصواب فنحن مُسَيرون لتحقيق قواعد وجدت لننعم!
نتلمس من كل أمرٍ هبة..
كزمن كورونا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
فعلاً كثرة اعتيادنا على حياتنا جلعنا ننسى اننا كنا في نعمة لا ندري عنها لربما فتحت هذه الجائحة عيوننا لتقدير النعم الغارقين فيها.... احسنتِ الطرح والمعالجة. وفقك الله للمزيد♥️