يجب أن يدق ناقوس الخطر كى لا نصل إلى ما هو أسوأ وأخطر بكثير


ناقوس الخطر فى مجتمع مرعب.


لم أتحدث عن التنمر الذى إنتشر بجميع أنواعه ويعانى منه الكثير والكثير .. ولم أتحدث عن قذف المحصنات الذى أصبح أمر عادى وطبيعى جدا .. ولم أتحدث عن غياب الكلمة الطيبة بين البشر وتعمد الإهانه وجرح شعور أى شخص تحت مسمى (الصراحة والجراءة )..


ولكن سأتحدث عن ظاهرة أخطر من كل ذلك عن ظاهرة مرعبه بكل المقاييس ظاهرة كلما قرأت عنها شعرت بأن لم يعد وجود للأمان ولا الثقة ولا الأخلاق التى تربينا ونشأنا عليها جميعا...


ماهو وجه الدهشة فى زوج يقف بجانب زوجته فى حزنها ؟! .. وما هو المدهش فى زوج ترك عمله لكى يكون بجانب زوجته وهى فى غرفة العمليات تنجب طفلهما ؟!..

ما الغريب وما المدهش فى تلك الأمور ؟! ..

أليس من الطبيعى أن يقف الزوج بجانب زوجته ويشاركها الحزن على فقدان شخص عزيز عليها ؟!..

أليس من الطبيعى والبديهى أن يترك الزوج كل شىء مهما كان حينما يسمع أن زوجته فى غرفة عمليات وفى حالة وضع ؟!..


ما الذى يجعل هذه الأمور وكأنها فضل منه وأن ليس من الطبيعى أن يحدث ..

لماذا تزدحم مجموعات (groups) البنات والسيدات ملتفتين ومعلقين لتلك التصرفات وكأنها أصبحت منعدمة ومن يفعلها يصبح شخصا مميزا ولا مثيل له..

كل هذا يثير الرعب والفزع عندما تصبح التصرفات العادية والطبيعيه وكأنها أمر غريب ولا يحدث إلا مع بعض الأمثلة القليلة من الأشخاص فهذا أمر يدعو إلى الإنتباه والحذر الشديد.

وبالتالى لا يحتمل الدعابه أو المزاح .أعتقد أن من الطبيعى والبديهى أن نقف بجانب بعضنا البعض فى الحزن وفى الفرح يجب أن نتشارك فى جميع المناسبات التى تمر علي اى شخص نعرفه سواء كان جار أو صديق أو زميل أو حتى غريب فما بالك بشريك الحياة إذا لم يقف بجانب شريكته فمع من سيقف ويواسى ويشارك ويدعم ؟ مع من ؟


أليس من الطبيعى أنه عندما ترى خطر يهدد أى شخص وفى إمكانك مساعدته وإفاذة أن تتصرف وتفعل ذلك دون تردد ؟


أليس من الطبيعى أن يتحرك لكى ينقذة من أذى يتعرض له ؟


لماذا نتعجب ونتفاجىء من هذا التصرف ونرى أنه عمل بطولى لا يستطيع أحد فعله إلا الأبطال ؟


هذا الأمر ايضا مرعب عندما يتعرض أحدنا لأى خطر أو أذى بمن سيستنجد ..


للأسف ما تربينا عليه ونشأنا أصبح نادرا وغريبا فى مجتمع فاسد مليىء بالكذب والأنانية والمصالح الفردية وقلة الأخلاق ..

نادرا فى مجتمع أصبح يفعل الخطأ تحت مسمى وهمى لا أساس له من الصحة ..

يجب أن يدق ناقوس الخطر حتى لا نستيقظ يوما نجد أنفسنا بداخل غابة كبيرة والبقاء فيها يصبح للأقوى والأغبى والأظلم والأكثر جبروتا.


اللهم رحمتك فى زمن لا وجود فيه للرحمة .

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا . .

ربّنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا ..

بقلم / سامية محمود عفيفي.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Samia Mahmoud Afifi

تدوينات ذات صلة