أن تتخذ من أكبر حدث سيء أصاب العالم كله سببا لانطلاقتك في رحلة حياة جديدة فهذا شيء عظيم للغاية، و هنا أتذكر قوله تعالى: و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم".


بدايتي في رحلة نحو حياة مختلفة عن السابق، نحو شيماء أخرى ،كانت بالتزامن مع تأجيل امتحان شهادة البكالوريا في الجزائر، و لأنني لطالما كنت أؤجل تطوير مهاراتي إلى ما بعد البكالوريا فأظن وباء كورونا كان إشارة ربانية لأبدأ العمل على نفسي و لا أنتظر الغد فلربما الغد لن يأتي. و هنا وباء كورونا كان أكبر نعمة لي و حدث غيّر حياتي كليا.


بداية الحكاية:


بدأت الحكاية من وقت الفراغ الكبير و الكثير من المواهب و المهارات التي كانت بين عينيّ و كنت أود كثيرا البدء في العمل على تطويرها. و فعلا كان أول ما بدأت به هو العودة لهوايتي و مفضلتي الأولى "قراءة الكتب" ،شيئا فشيئا بدأت دائرة الهوايات تكبر أكثر، و أتذكر بدأت أول دورة عن بعد و كانت عن "مهارة تحديد الهدف و إدارة الذات"،مرورا بدورة تخص المكافحة و التوعية بمرض السرطان إلى دورة التصميم الغرافيكي و غيرها،الشيء الذي ساهم كثيرا في إثواء معلوماتي و تغذية ذهني. لم يكن أمر السيطرة على الوثت صعبا كما تصورته و هذه كانت أفضا التجارب في حياتي، "أن أخرج من منطقة الراحة".


و انطلاقا من حبي للتصميم الغرافيكي انطلقت رحلتي في البحث و التعلم ثم تطوير هذه المهارة،و لا أخفيكم سرا،لم يكن الأمر بتلك السهولة لكنه كان ممتعا للغاية. حين تكسر الروتين و تستثمر في نفسك كل يوم.


لأدخل بعدها لمجال الطباعة بالطلب و الذي كان متعبا للغاية،خاصة و أنني كنت أقضي ساعات طويلة أمام الكمبيوتر ،يرافقني ألم الظهر و العينين، لكنه أثمر في النهاية و الحمد لله.

لم يكن التصميم الغرافيكي المهارة الوحيدة التي أردت تعلمها،ضف إلى ذلك الخط العربي،صحيح لم أكمل الرحلة إلى النهاية لكنها كانت رحلة رائعة حقا.

لأكتشف في نهاية المطاف أنني موهوبة في التعليق الصوتي و أدخل مجالا آخر، الذي كان أفضل مهارة عملت ولا زلت أعمل على تطويرها.. كان أحد أحلام الطفولة لاسيما أنني أخذت شهادة في فن الخطابة و الإلقاء مع تجارب سابقة على أرض الواقع.


من بين المهارات التي عملت على تطويرها هي الكتابة.. و كانت بانضمامي لمنصة ملهم للتدوين ،أين اخترت أكثر المجالات التي أحبها و هي التطوير الذاتي و نشر الوعي ،و ممتنة لهذه التجربة العظيمة و الفرصة اللطيفة.

لازالت القائمة طويلة بالإنجازات التي أفخر بها دائما..


في النهاية:



كورونا كانت مأساة للعالم كله، لكنني اخترت أن أرى و أعيش في الجانب المشرق منها و أكتشف شيماء الحقيقية و مهاراتها التي لازالت تعمل على تطويرها دائما.


ممتنة لكل الظروف التي غيرتني للأحسن و لكورونا كثيرا.. الحمد لله على كل الأحداث التي صقلت مهاراتي و طورت مواهبي..


و أنت أيها القارئ العزيز، كيف قررت أن تعيش خلال فترة الوباء؟

أخبروني في التعليقات.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شيماء بوسنان

تدوينات ذات صلة