هناك دراسات عدة على موضوع الحلويات والطعام الجاهز للأطفال حيث تؤثر الكثير من العوامل على تدني مستوى الأطفال الدراسي.

كثير منا يشتري الطعام الجاهز السريع لأطفاله بكثرة , بل ويعطوهم الحلوى كل يوم باعتقادهم أن الأطفال يسعدون لذلك ولا يؤذيهم . لكن الحقيقة تنبهنا لشيء مهم قد لا يؤخذ بالحسبان وهو تأثر ذكاء هذا الطفل!

فهل حقا أن الطعام الجاهز السريع قد يجعل طفلي غبياً؟

الطعام الجاهز هو الذي يصنف باحتواءه كميات مرتفعة من الدهن والسكر و المواد الحافظة , فالبطاطا المقلية أو البيتزا أو الشبس أو السكاكر أو الشكولاتة كلها تعد من قائمة هذه الأطعمة , ويضاف لها الطعام الذي يحضر من مطاعم الوجبات السريعة كالبرغر والشاورما و الدونت .

نسبة الذكاء الطفل ( IQ )هي نسبة تقيس الذكاء بالنسبة للعمر . فهناك معدل طبيعي لكل مرحلة وما يعلوها يعتبر طفلاً ذكياً وأقل من ذلك يعتبر قليل الذكاء.

فأي عمر يعتبر المرحلة الحرجة في عمر الطفل التي ستؤثر على نسبة ذكاءه ؟

تحت عمر الثلاث سنوات هي أسرع مرحلة في تتطور أنسجة الدماغ وعملياته الحيوية. فأوجدت دراسة أجريت على 7000 منذ ولادتهم إلى عمر الثمان سنوات راقبوا فيها طعامهم. وجد أن الأطفال التي رضعت طبيعياً من حليب أمهاتهم في أول ست أشهر ثم أطعموا بعدها لعمر السنتان طعاماً صحياً غنياً بالبقوليات والأجبان والخضار والفواكه ,قد حصلوا على نسبة ذكاء أعلى عندما صارت أعمارهم 8 سنوات , من الأطفال الذين أكلوا بشكل يومي البسكوت والشكولاتة والعصائر الغازية تحت عمر السنتين.

هل يتأثر الأطفال فقط في الثلاث السنوات الأولى , أم أن حتى طعامهم خلال فترة نموهم كاملة توثر؟

أجريت دراسة أخرى تضمنت من محاورها طبيعة النظام الغذائي على ما يقارب الثلاثمئة وخمسين ألف طالب من عمر 12 إلى 18 وتأثيرها على تحصيلهم الأكاديمي في المدرسة. وجدوا أن الطلاب الذين كانوا يأكلون طعاماً صحياً من خبز و رز وخضار و فواكه و بقوليات بكثرة وبشكل يومي , يحصّلون تحصيلاُ أكاديمياُ أعلى من الطلاب الذين يتناولون الطعام السريع الجاهز سبع مرات في الأسبوع مثل الشكولاتة و الشبس و العصائر المحلاة , و النودلز .

في جامعة أوهايو أجريت دراسة على 12 ألف طالب من الصف الخامس إلى الثامن . تم دراسة عدد الوجبات السريعة التي يأكلها الطلاب يوميا بالمقارنة بتحصليهم في مادة الرياضيات و العلوم والقراءة . وجدوا أن كلما زاد استهلاك الطالب للوجبات السريعة مثل البرغر والبيتزا والناجيتس ( الطعام في مطاعم الوجبات السريعة) , قل تحصيله الدراسي فالطلاب التي تتناول يومياً هذه الوجبات أكثر من مرة كان لديها أقل تحصيل دراسي , أما الطلاب الذين يأكلون الطعام الصحي يومياً ولا يتناولون السكاكر كان تحصيلهم في هذه المواد الثلاث أعلى ما يمكن.

لماذا كل هذا التأثير السلبي على الذكاء من مجرد وجبة سريعة أو حلوى؟

الوجبات السريعة تفتقر العناصر الغذائية المهمة للدماغ للقيام بوظائفه بشكل فعال . فيقل وجود الحديد والزينك والمغنيسيوم فيها .وفيها كمية عالية من الصوديوم الذي يزيد من الصداع و عدم القدرة على التركيز . كما أن هناك دراسات ربطت الكآبة باستهلاك الطعام المصنع بشكل كبير.

تضعف الذاكرة من تناول الوجبات العالية في الدهن و السكر , فهي تؤدي إلى رفع ضغط الدم والكوليسترول الذي يعترض تدفق الدم بشكل طبيعي للدماغ , وتناول هذه الأطعمة تزيد من إفراز هرمون الأنسولين بشكل كبير في الجسم الذي يسبب الجهد على خلايا العضلات والكبد فيقل استجابتها للهرمون . وتعرض الدماغ لهذه الكمية الكبيرة من الأنسولين تعترض وتقلل عمل الدماغ فيضعف قدرته على التفكير والتحليل وتقل قدرته على بناء الذكريات فينساها.

كل هذه العوامل تزيد من احتمالية تحصيل الطلاب على علامات أقل و تدني مستواهم الاكاديمي.

أما المحليات الصناعية كالأسبارتام الذي يوجد في الحلويات بكثرة و العصائر الصناعية ,فوجد علاقة بينه وبين اضطرابات الجهاز المناعي و الشقيقة و الخرف و الكآبة لقدرته على اختراق الحاجز في الدماغ .كل هذه العوامل تزيد من احتمالية تحصيل الطلاب على علامات أقل و تدني مستواهم الاكاديمي.

في آخر دراسات والتي لا تزال قيد البحث وجدت علاقة تربط بين المواد المضافة إلى الغذاء من مواد حافظة و ملونة وبين تدمير مستقبلات عصبية في الدماغ مما يساهم في مرض فرط الحركة عند الأطفال.

Emandiets

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Emandiets

تدوينات ذات صلة